أكدت مصادر مطلعة شروع المغرب في التحضير لعملية تلقيح المغاربة الفائزين بقرعة أداء مناسك الحج، على خلفية المخاوف من إصابة الحجاج بفيروس أنفلونزا الخنازير. وأوضحت المصادر نفسها، ل "المغربية"، أن القرار يأتي تطبيقا لاتفاقية مبرمة بين معهد باستور، ووزارة السياحة والصناعة التقليدية، بشراكة مع قسم الأوبئة بوزارة الصحة، و"الجامعة الوطنية لوكالات الأسفار المغربية". وسيصاحب ذلك تنفيذ حملة تحسيسية وسط المرشدين الدينيين، ومسؤولي وكالات الأسفار وتقنييها، سيسبقها اجتماع للتشاور والنقاش حول مضامين هذه الحملة، يعقد الأسبوع المقبل في الدارالبيضاء. ويتضمن البرنامج التلقيحي الخاص بالحجاج، الخضوع لثلاث جرعات من تلقيحات مضادة لفيروس أنفلونزا الخنازير، وفيروس الأنفلونزا الفصلية (الزكام العادي)، والحمى الشوكية، أو ما يعرف ب"المينانجيت". وذكر عبد العزيز الخداش، الكاتب العام ل"الجامعة الوطنية لوكالات الأسفار"، في اتصال مع "المغربية"، من مكةالمكرمة، أن 32 ألف حاج مغربي ملزمون بالخضوع للتلقيحات المذكورة، وأنها ستمنح لهم على شكل ثلاث جرعات دفعة واحدة، وتصل تكلفتها المالية 300 درهم، ستتكلف وكالات الأسفار بتأدية قيمتها لمعهد باستور، بعد استخلاص ثمنها من الحجاج الفائزين بالقرعة. ويأتي تخصيص هذه الحصة من التطعيمات الخاصة بالحجاج المغاربة، بعدما توصل المغرب ب 3 ملايين جرعة مضادة لفيروس أنفلونزا الخنازير، في انتظار التوصل بكميات أخرى، قريبا، للاستجابة لتزايد الطلب على هذه التلقيحات. وذكر الخداش، الذي يشغل، أيضا، منصب رئيس لجنة السياحة الخارجية، أن الخطة الوقائية تأتي تبعا لسلامة 26 ألف معتمر مغربي، يؤدون حاليا مناسك عمرة رمضان، من الإصابة بفيروس أنفلونزا الخنازير، إلى حد الآن، بعد أن تأكدت نجاتهم من أي مشاكل صحية بالجهاز التنفسي، أو حملهم لأعراض ارتفاع درجة الحرارة، أو نزلات برد موسمية. ونفى عمر المنزهي، مدير مديرية الأوبئة في وزارة الصحة، في تصريح ل"المغربية"، إصابة أي معتمر مغربي بفيروس أنفلوانزا الخنازير، على خلفية إحالة معتمرين مغربيين على مستشفى بني ملال بسبب إصابتهما بالفيروس، موضحا أن الحالتين لا علاقة لهما بأفواج المعتمرين، وإنما قدمتا إلى المغرب من دولة الإمارات العربية. وأوضح الخداش أن جميع المعتمرين المغاربة لم يدخلوا بعد إلى المغرب، في انتظار قضاء ليلة القدر بالديار المقدسة، بينما ذكر مصدر طبي أنه يصعب الحديث عن نقل معتمرين مغاربة إلى المغرب بسبب إصابتهم بفيروس أنفلونزا الخنازير، لوجود اتفاقية بين السلطات الصحية المغربية والسعودية بهذا الخصوص، كما هو مبين في توصيات منظمة الصحة العالمية، بعدم مغادرة المصابين مكان إصابتهم إلا بعد تماثلهم للشفاء في مستشفى مخصص لذلك. وأفاد المنزهي أن المغرب يواصل خطة مراقبته للحدود الجوية، ويحضر استراتيجية مراقبة عودة المعتمرين المغاربة، تتضمن مخطط مراقبتهم الطبية في مكان إقامتهم لمدة لا تقل عن10 أيام، تحسبا لحملهم لأي أعراض خفية للإصابة بالفيروس. وأشار إلى وجود تحضيرات لتشكيل فريق طبي لمرافقة الحجاج المغاربة، ممجهزا بالأدوية والمعدات الطبية الضرورية، والوسائل الوقائية اللازمة، وضمنها القفازات والكمامات الواقية.