أفاد محمد المعزوز، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة عبدة دكالة، أن تجربة "المدرسة المندمجة".التي تعد الأولى من نوعها، ستنطلق في الموسم الدراسي الحالي بالجهة، لتستقبل هذه المدرسة، في بدايتها، 180 تلميذا وتلميذة، يتحدرون من منطقة أولاد حمدان، على بعد حوالي 50 كلم عن مدينة الجديدة. واعتبر المتحدث أن هذه النسبة مرشحة للارتفاع خلال السنوات المقبلة، ما يدل على تزايد أعداد الراغبين في التمدرس، كمؤشر إيجابي يدل على نجاح التجربة. وقال المعزوز ل "المغربية" إن التجربة تهدف إلى الحد من ظاهرة الهدر المدرسي بالوسط القروي، وتجاوز إشكالية الأقسام والفرعيات المتناثرة هنا وهناك، بعيدا عن المركز، مشيرا إلى أن هذه الخطوة جاءت في إطار شراكة بين الأكاديمية الجهوية والجماعة القروية أولاد حمدان، التابعة للنفوذ الترابي لنيابة الجديدة. وأكد أن هذه التجربة ظلت مطلبا رئيسيا لكل الفاعلين التربويين بالمغرب، في إطار النقاش الوطني حول إشكالية الهدر المدرسي، وسبل القضاء عليه. وأوضح أن "هذه المدرسة المندمجة تعتبر مجمعا تربويا، مبنيا على تصور مغاير، تُقدم فيه خدمات تربوية واجتماعية لفائدة تلاميذ وتلميذات التعليم الابتدائي، الذين ستستقبلهم هذه المؤسسة"، مشيرا إلى أن "الجيل الجديد من المدارس التربوية المندمجة، يندرج في إطار الاستراتيجية الإجرائية، التي تبنتها الأكاديمية لتجاوز ظاهرة الهدر المدرسي، والمدارس المشتتة، في إطار المخطط الاستعجالي لإصلاح منظومة التربية والتكوين". وأوضح المتحدث أن المشروع أنشئ على مساحة 71 ألف متر مربع، بغلاف مالي يفوق 100 مليون درهم، وأن هذا المبلغ رصدته الأكاديمية بالكامل، موزعا على مصاريف الأشغال الكبرى للمشروع، وتوفير التجهيزات التربوية، ثم التدبير الإداري والتربوي، بينما ساهمت الجماعة المذكورة بتوفير الوعاء العقاري للمشروع. وتتوفر المدرسة المندمجة على 12 حجرة دراسية، وداخلية للمتمدرسين، بطاقة استيعابية تقدر ب 120 سريرا، وقاعة متعددة الوسائط، وأخرى للأنشطة الموازية، وقاعة للترفيه، وقاعة للمداولة، وملاعب رياضية، ومساكن وظيفية (سكنيات للإداريين والمدرسين) من أجل تجاوز إشكالية التغيبات، ومطبخ، وقاعات مجهزة للأكل، وحمامات. وأفاد المسؤول ذاته أن هناك مدرسة مندمجة ثانية سترى النور قريبا بإقليم اسفي، على مساحة حوالي 15 ألف متر مربع، ستشيد بالجماعة القروية إيغود، التابعة للإقليم، مشيرا إلى أن الدراسات التقنية للمشروع اقتربت من نهايتها، وسيطلق عليها اسم "الخنساء"، مع توفير حافلتين للنقل المدرسي، لنقل التلاميذ إلى محلات سكناهم بدواوير الجماعة، نهاية كل أسبوع وأيام العطل، وإرجاعهم، بعد انتهاء العطلة إلى المدرسة المندمجة. واعتبر المعزوز أن المدرسة المندمجة يدمج فيها الجانب الاجتماعي والثقافي والرياضي والبيداغوجي، وأنها تشكل فضاء للتواصل بين المعنيين بشؤون المتمدرسين، من أساتذة وإداريين، وأولياء الأمور، في تواصل أفقي وعمودي، مشيرا إلى أن هذه التجربة تبين أن الإصلاح يجب أن يبدأ من المدرسة. في السياق ذاته، أكد مدير الأكاديمية أن هذه التجربة ستمكن من تجاوز التشتت بالفرعيات، ومن تكاثف الجهود لرفع جودة التعليم، وعلى مستوى الفضاءات، والدعم الاجتماعي، واستعمال الزمن، حتى يتلاءم وخصوصيات المنطقة.