أشرفت لطيفة العابدة، كاتبة الدولة في التعليم المدرسي الجمعة الماضية، في إطار زيارتها لمدينة الجديدة على تدشين المدرسة المندمجة «أولاد حمدان»، والتي تعتبر الأولى من نوعها على الصعيد الوطني، والتي رصد لها مبلغ يفوق المليارين من السنتيمات، وهي تتوفر على 12 حجرة دراسية ومرقد للتلاميذ والتلميذات تبلغ طاقته الإستيعابية 128 سريرا، كما تضم هذه البناية قاعة متعددة الوسائط وأخرى للأنشطة الموازية ومحترفات للموسيقى والخياطة والفن التشكيلي والمسرح والسينما، بالإضافة إلى ملاعب رياضية ومرافق صحية وإدارية. ومن أهم النقط التي استرعت الانتباه، خلال زيارة الوزيرة، نقطتان أساسيتان الأولى، تتعلق بعدم تصفية نزاع مع مستثمر مغربي من المهاجرين العائدين إلى أرض الوطن، حيث سبق أن شيد ضيعة نموذجية في إطار مخطط المغرب الأخضر بالمحاذاة مع المدرسة على مساحة أرضية محفظة في اسمه وتحتل الممر الأمامي للباب الرئيسي للمؤسسة المندمجة «أولاد حمدان»، ورغم أنه فتح حوارا مع سلطات الجماعة كجهة شريكة في المشروع، لم تتم تسوية الإشكال المطروح حول الأرض التي يملكها والممتدة على طول شريط مغروس بأشجار الزيتون، وقد اشتكى المهاجر المغربي إلى السلطات لأجل السهر على إبرام اتفاقية مكتوبة تضمن حقوقه وتسهل عملية التسوية العقارية للمسلك الطرقي الذي سيفك العزلة عن المؤسسة المندمجة. أما الإشكال الثاني الذي حملته تداعيات الزيارة الخاصة بالوزيرة فهو المتعلق بتوزيعها لأزيد من 150 دراجة هوائية من النوع الممتاز على تلاميذ وتلميذات المدرسة المندمجة، والتي وزعت على جل المستفيدين في إطار سياسة «محاربة الهدر المدرسي»، حيث عبر بعض أولياء المستفيدين من هذه العملية عن تذمرهم من إقدام مدير المؤسسة على مصادرتها من جديد وهو إجراء ترك استياء في أوساط الأولياء حيث عبر بعضهم ل«المساء» عن استغرابه من هذا السلوك الذي استفز مشاعر فلذات كبدهم، وأضاف مصدرنا أن عملية استرجاع الدراجات الهوائية تمت مباشرة بعد مغادرة الوزيرة للمؤسسة وهو ما يعني، حسب نفس المصدر، أن إحضار المستفيدين لتسلم الدراجات في حفل أشرفت عليه كاتبة الدولة في التعليم المدرسي وبحضور مدير الأكاديمية الجهوية ومدير المؤسسة ذاتها وشخصيات أخرى، كان الغرض منه تأثيث مشهد مزيف لتوهيم الحضور بوجود رعاية واهتمام بهذه الفئة ليس إلا... محمد المعزوز مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين جهة دكالة عبدة رد على هذه الاتهامات فأعرب عن استغرابه عند سماع الخبر «للمساء» أنه سيفتح تحقيقا فوريا حول هذه الأخبار الرائجة للتأكد من صحتها، وأفاد أنه في حالة ثبوت حقيقة هذا الاتهام فالمسطرة معروفة وهي الإعفاء الفوري مع إحالة المعني على لجنة تأديبية وموافاة الوزارة (مركزيا) بتقرير يتناول تفاصيل الملف. كما أضاف مدير الأكاديمية بأنه حتى ساعة الاتصال مع «المساء» لم يقدم أي مستفيد متضرر شكاية في الموضوع ووعد بأنه سيوفد لجنة تقصي عاجلة مكلفة بالبت في النازلة، وللتأكد من الحقيقة، مضيفا أن الوزيرة التي أشرفت إلى جانبه على حفل توزيع الدراجات الهوائية داخل رحاب مؤسسة تربوية هي الأولى على صعيد المملكة تستهدف أبعادا مرتبطة بمحاربة «الهدر المدرسي» وموجهة بصفة أساسية لفائدة التلاميذ والتلميذات المقيمين بدواوير تقع بعيدا عن المدرسة المندمجة فهل سنقف مكتوفي الأيدي إذا صادر أي شخص أوجهة أحقية هؤلاء التلاميذ البسطاء في وسيلة مهداة لأغراض نبيلة؟ يتساءل مدير الأكاديمية.