كما هناك "مقطوعون" من التدخين، خلال شهر رمضان، هناك أيضا "مقطوعات"، ويحدث أن تنفعل المرأة المدخنة أثناء الصيام لأتفه الأسباب، وتغضب لأبسط الأمور، وقد تتحول في أي لحظة من سيدة لطيفة وناعمة إلى امرأة عنيفة وكاسرة. وغالبا ما تُفرغ المرأة "المقطوعة" من شرب السجائر غضبها في أقرب الناس إليها، مثل أبنائها أو زوجها. الرجال عادة لا يشكون العنف اللفظي لزوجاتهم "المترمضنات"، لكن عندما يتحول الأمر إلى تسلط وضرب، فإننا ننصح المتضررين بتوجيه شكاياتهم إلى "الشبكة المغربية للدفاع عن حقوق الرجال"، وهي جمعية حقوقية جديدة تهتم بالدفاع عن الرجل فقط، وسط الكم الهائل من الجمعيات التي تدافع عن النساء. يقول عبد الفتاح بهجاجي، المسؤول الأول عن الشبكة، إن جمعيته خُلقت لتدافع عن الرجل إزاء ما وصفه ب "العنف الناعم"، الذي يتعرض له على يدي زوجته. قدور، رجل في الخمسينات من عمره، يشتغل حارسا للسيارات بحي البرنوصي في الدارالبيضاء، يحكي بلا مركب نقص أن زوجته انهالت عليه بطنْجرة، لا لشيء سوى أنه رفض مساعدتها في تقشير الحمص لإعداد "حريرة" الفطور. لحسن حظ قدور أن الطنجرة كانت فارغة، ولم تصبه في الرأس، لكن آثار الضربة مازال باديا على أذنه اليمنى. الرجل مغلوب على أمره ويخجل من الاعتراف بأن زوجته تتعامل معه باستصغار، وتلقبه في البيت ب "قويدر"، عوض قدور كما هو مدون في بطاقته الوطنية. قدور المسكين، ومثله كثيرون في المغرب، يجهلون تماما وجود جمعية توفر لهم فضاء للتعبير عن معاناتهم ومشاكلهم في البيت، وترشد المعنفين منهم للتوجه إلى القضاء للاقتصاص من زوجاتهم المتسلطات. ومن المهام الأساسية الأخرى التي تقوم بها "الشبكة المغربية للدفاع عن حقوق الرجال"، تصحيح بعض الاختلالات الموجودة في قانون مدونة الأسرة، على صعيد بعض الإجراءات، التي تلحق أضرارا جسيمة بالرجل، وتمثل إجحافا في حقه، حين يتعلق الأمر بالتطليق أو مستحقات النفقة أو الحضانة. تأسست هذه الجمعية، أواخر شهر فبراير من السنة الماضية، وهي مفتوحة في وجه جميع الرجال من أمثال سي قدور المُعرضة رؤوسهم في أي لحظة لضربة ب "طنجرة" أو "بوطة"، أوغيرهما من الأواني المنزلية، تكون الزوجة بطلتها بامتياز. حسن قرنفل، السوسيولوجي المغربي المعروف، يعتبر العنف ضد الرجل من الظواهر المسكوت عنها في مجتمعنا، إذ أن أغلب الذين تلقوا صفعة في يوم ما، أو تعرضوا لشتائم تجرح كرامتهم، من قبل زوجاتهم، لا يبوحون بذلك، مخافة احتقار مجتمعنا الذكوري لهم، ما يجعل عملية رصد حالات العنف النسائي ضد الرجل صعبة للغاية". مصادر من مركز الطب الشرعي في الدارالبيضاء تسجل سنويا عشرات الحالات لرجال قضوا على أيدي زوجاتهم، إما باستعمال أسلحة بيضاء أو بجرعات من السم أو الحرق بالزيت المغلي..