أكد مهني من الفدرالية الوطنية للسياحة أن تزامن شهر رمضان مع ذروة موسم العطل، خلال الخمس السنوات المقبلة سيؤثر على القطاع السياحي. واعتبر في إفادة ل "المغربية" أن "المغاربة لا يسافرون في شهر رمضان، فأغلبيتهم قطعوا عطلتهم وفضلوا الالتحاق بمنزلهم لقضاء رمضان، وبهذا تكون فترة العطلة تقلصت إلى شهر ونصف الشهر هذا الموسم، ما أدى إلى ارتفاع الطلب في الشهر الماضي، وبالتالي الرفع من الأسعار، مشيرا إلى أن " بعض الفنادق في مدن الشمال ارتأت التخفيض من أسعارها إلى النصف، تشجيعا للسياحة الداخلية". وأضاف أن السياح الأجانب سيجدون صعوبة في التأقلم، في السنوات الخمس المقبلة، مع خصوصيات شهر الصيام، لأن المطاعم والمقاهي تكون مقفلة طيلة النهار، ما سيحول دون تمكنهم من تناول وجباتهم، والتمتع بإقامتهم في المغرب. وتسبب حلول شهر رمضان هذه السنة في النصف الثاني من شهر غشت، في تناقص أعداد السياح خلافا لتلك المعدلات المسجلة، خلال هذه الفترة، وأدى اختصار موسم الإجازات السنوية إلى شهر ونصف الشهر، إلى إرباك إدارات الفنادق والوكالات السياحية، بعدما اعتادت تحقيق أرباح مهمة، خلال المواسم الصيفية الماضية. وأجبر تزامن شهر الصيام مع النصف الثاني من الشهر الحالي، العديد من الأسر والمصطافين على تقليص مدة إجازاتهم الصيفية، بهدف الاستعداد للشهر الفضيل، بعدما اعتادوا البقاء لمدة أطول، خلال السنوات الماضية، لكن معطيات هذه السنة أجبرتهم على العودة إلى المنزل مبكرا. وهذا الوضع حتم على إدارات الفنادق والمركبات السياحية والمسابح إلى تخفيض الأسعار بنسبة 50 في المائة، مع إعداد برامج خاصة، حتى وإن كان من الصعب استقطاب العائلات، نظرا لخصوصية شهر رمضان، وتفضيل كثيرين تمضية أيام الصيام في بيوتهم. وكان عدد السياح الذين زاروا المغرب، خلال النصف الأول من سنة 2009، بلغ 3.5 ملايين سائح، مسجلا بذلك ارتفاعا بنسبة 9 في المائة، مقارنة مع السنة الماضية. وحسب الإحصائيات الأخيرة التي نشرتها وزارة السياحة ومرصد السياحة، فإن السياح الفرنسيين يتصدرون القائمة ب 1.37 مليون سائح، بارتفاع بنسبة 9 في المائة، متبوعين بالسياح الإسبان (714 ألفا، أي زائد 19 في المائة)، والبلجيكيين (184 ألفا، زائد 19 في المائة)، والألمان (176 ألفا، زائد 8 في المائة)، والهولنديين (163 ألفا، زائد 15 في المائة) والبريطانيين (154 ألفا، ناقص 13 في المائة) والإيطاليين (130 ألفا، زائد 10 في المائة). ولم ينعكس ارتفاع الوفود السياحية بشكل إيجابي على ليالي المبيت المسجلة بمؤسسات الإيواء السياحي، إذ عرفت انخفاضا بنسبة 3 في المائة، لتبلغ حوالي 7.8 ملايين ليلة مبيت، خلال النصف الأول من سنة 2009، في حين بلغت نسبة ملء الفنادق 41 في المائة عوض 45 في المائة، خلال السنة الماضية. وحسب وزراة السياحة، فإن ليالي المبيت عرفت، بعد انخفاض بنسبة 7 في المائة، خلال النصف الأول من السنة الجارية، تحسنا طفيفا خلال الفصل الثاني (0.4 في المائة). ويعزى هذا التطور الإيجابي،على الخصوص، إلى الأداء الجيد، الذي سجله السياح المقيمون، الذين ارتفعت ليالي مبيتهم إلى 8 في المائة، مقابل تراجع طفيف بنسبة 1 في المائة لغير المقيمين. ويعتبر انخفاض ليالي المبيت، الذي سجل نهاية يونيو الماضي، نتيجة المؤهلات البارزة التي تحظى بها مختلف الوجهات السياحية. ففي الوقت الذي عرفت وجهات أكاديرفاسالصويرة ووجدة-السعيدية ارتفاعا في عدد ليالي المبيت، سجلت الوجهات الأخرى انخفاضا، ويتعلق الأمر بمراكش (ناقص5 في المائة) والدارالبيضاء (ناقص 2 في المائة)، وطنجة (ناقص7 في المائة). ويعزى تراجع ليالي مبيت سياحة الاستقبال (ناقص 5 في المائة)، بالخصوص، إلى الانخفاض الذي سجلته السوق الفرنسية (ناقص 5 في المائة)، والسوق الإنجليزية (ناقص 18 في المائة)، اللتان تمثلان معا حوالي 77 ليلة مبيت مفقودة. من جهتها، سجلت الأسواق الألمانية والإسبانية والعربية ارتفاعات بلغت على التوالي 2 في المائة و1 في المائة و3 في المائة. وسجل السياح المقيمون الذين يمثلون 20 في المائة من مجموع ليالي المبيت ارتفاعا بنسبة 6 في المائة نهاية يونيو الماضي، مقارنة مع الفترة نفسها من السنة الماضية. وأشارت وزارة السياحة من جهة أخرى إلى أن مداخيل الأسفار انخفضت، خلال النصف الأول من السنة الجارية بنسبة 14.4 في المائة، مقارنة مع نفس الفترة من السنة الفارطة إذ انتقلت من 24.4 مليار درهم إلى 20.9 مليارا، مضيفة أنه وبعد تراجع مهم، خلال الفصل الأول من 2009، تتجه مداخيل الأسفار نحو وقف هذا التراجع بشكل ملموس. ويتبين من خلال إحصائيات الوزارة أن هذا الانخفاض انتقل من 22 في المائة، خلال الفصل الأول من 2009 إلى 7 في المائة، خلال الفصل الثاني، مع تسجيل بعض التحسن، ليستقر في ناقص 1 في المائة خلال يونيو الماضي.