كانت سنة 1983 سنة فارقة في تاريخ المجموعة التي تسرب الاختلاف إليها بعد سنوات من التفاهم لتنقسم لمشاهب إلى مجموعتين مجموعة الراحل محمد باطما ومجموعة الراحل الشريف و الشادلي مع تزايد طلب الجمهور ومنظمي الحفلات في أوروبا على المجموعة، جابت لمشاهب رفقة محمد البختي ربوع المملكة طولا وعرضا، وسافر أعضاؤها إلى الخارج، حيث أحيوا العديد من الحفلات في أزيد من 20 دولة عربية وأوروبية، كما شاركت في مهرجانات عالمية كبرى، واستمرت في البحث في المقامات والأنغام الأسيوية والغربية والشرقية، والتراث المغربي. استمرت رحلة لمشاهب الفنية مشرقة بإبداعاتها المتميزة، التي كانت وفية لتطلعات الشباب المغربي الذي كان متعطشا للتجديد، إلى أن صدر قرار الحصار الإعلامي على المجموعة من طرف وزير الداخلية والإعلام آنذاك إدريس البصري، الذي لم يستسغ قصيدة قالها الشادلي في حفلة عمومية بعين السبع وكانت منقولة على الهواء مباشرة. سنة 1980، سيجد أفراد المجموعة أنفسهم مرغمين على الهجرة إلى أوروبا، والاستقرار بها، خاصة أن شروط العمل لم تعد متوفرة، بعد المنع الذي طال أعمالهم. استقرت المجموعة بفرنسا، التي سافرت منها إلى العديد من الدول الأوروبية من بينها ألمانيا، وهولندا، وبلجيكا، حيث شاركت في العديد من الحفلات والمهرجانات الدولية، إلى جانب نجوم الأغنية الغربية والإفريقية والعربية آنذاك، مثل "هاي داني"، و"ماني ديباكو"، وخالام، والنج اللبناني "مارسيل خليفة" في هذه المرحلة، أدخلت لمشاهب بعض الآلات الغربيةالجديدة من قبيل "القيتارة" و"السانتتيزور" و"الساكسفون" و"علبة الإيقاعات"، لتطوير أداء المجموعة. بعد ثلاث سنوات قضاها أعضاء لمشاهب في نشوة الألحان ومتعة الجولات، التي منحتهم المزيد من النجاح والمجد والتألق، استفاقت المجموعة على قرار العودة إلى المغرب، الذي اتخذه الراحل محمد باطما مع محمد السوسدي ومحمد حمادي، الذين عادوا ثلاثتهم إلى المغرب، دون مبارك جديد الشادلي والراحل مولاي الشريف لمراني، اللذين قررا المكوث بباريس. كانت سنة 1983، سنة فارقة في تاريخ المجموعة، التي تسرب الاختلاف إليها، بعد سنوات من التفاهم، لتنقسم لمشاهب إلى مجموعتي مجموعة الراحل محمد باطما حمادي والسوسدي، التي التحق بها العازف عز الدين. ومجموعة الراحل الشريف والشادلي، التي واصلت مشروعها مع الفرقة الالمانية "الديسيدانتن"، التي سنأتي على ذكرها في الحلقة المقبلة، قبل أن يلتحق بهما سعيد من مجموعة السهام وعبد الحق عن مجموعة تكدة .