حققت مجموعة لمشاهب بالتحاق محمد باطما، الذي منحها صوته وألحانه وكلماته، نجاحا كبيرا، مكنه من البقاء في المجموعة، وكانت أول أغنية سيسجلها، أغنية "أمانة"، التي يقول مطلعها:بين الكديات كان الميعاد يستنى الليل و قدر الله وسط الواد أ بابا حسينا بالخديعة وما منا هراب آبابا وتمة كانت لفجيعة أصبح الراحل باطما عضوا أساسيا في المجموعة، بعد أن اقتنع به الراحل الشريف، الذي قال في حقه: "كان محمد باطما إنسانا رائعا ومهذبا، رقيق الإحساس وفنانا يرتاح المرء إليه، قررت أن أتخذه صديقا ورفيقا لي في رحلتي الفنية". بعد مدة من الاشتغال، سيغادر الأخوان الباهيري لمشاهب، لأسباب غير معروفة، لتعود المشاكل، ويضطر لمراني إلى البحث عن عضوين جديدين لاستمرار المجموعة. في تلك الفترة من سنة 1974، سيقترح محمد البختي على الشريف ضم محمد الشادلي، الذي كون مع محمد السوسدي وصالح وسعيد وحليمة مجموعة "الجودة" سنة 1972، التي لم تستمر أكثر من سنة ليتحول اسمها سنة 1973 إلى مجموعة "الدقة"، التي لم يكتب لها أيضا الاستمرارية. في ماي 1974، وبوساطة من البختي، التقى مبارك الراحل الشريف لمراني، الذي استحسن انضمامه إلى المجموعة رفقة رفيق دربه محمد السوسدي، لتصدر المجموعة في حلتها الجديدة، أول ألبوم لها صيف 1974، عن صوت "أطلسيفون" التي كان يمتلكها الراحل العلمي. وضم الألبوم أول مساهمة للشادلي، حملت اسم "حب الرمان" التي يقول مطلعها: هذا حب الرمان تساس في الخريف هذا عودو عطشان وقرب يجيف كما ضم الألبوم نفسه أغنية "الخيالة"، التي كتبها صديق المجموعة بولمان، وأغنيتي "الواد"، و"أمانة". شكل الألبوم الجديد، الذي حققت خلاله لمشاهب نجاحا منقطع النظير، الانطلاقة الحقيقية للمجموعة، التي تلقت عشرات الدعوات لإقامة حفلات بمختلف البلدان الأوروبية، ما جعلها تدخل عالم الشهرة في وقت وجيز، خصوصا أنها ضمت نخبة من الفنانين الموهوبين يتقدمهم، الراحل لمراني، الذي سبر أغوار معظم الآلات الوترية من آلة العود إلى "القيتارة"، ومن "البانجو" إلى "الموندولين"، ثم "السيتار" تلك الآلة الهندية المعقدة، التي لا يعرف أسرارها سوى الراسخون في علم الموسيقى، والراحل باطمة ذو الصوت الجهوري والألحان الشجية، والكلمات المعبرة، والسوسدي صاحب الصوت الرخيم، ومبارك صاحب رائعة "حب الرمان" وسعيدة صاحبة الصوت الملائكي الرقيق. بعد مدة من الاشتغال، كشف الراحل باطما عن نيته في الزواج بسعيدة، فرافقه أعضاء الفرقة إلى مراكش لخطبتها من عائلتها، وأقاموا حفل الزفاف هناك، وبعد بضعة أشهر، ستضطر للتوقف عن الغناء بسبب الحمل، لتضطر المجموعة إلى البحث عمن يعوضها، خصوصا أنها كانت مرتبطة بعقود والتزامات مع عدة جهات.