أطلق اسم لمشاهب مكان "صوت اليوم" على المجموعة التي أسسها مولاي الشريف لمراني سنة 1969، بروش نوار، وكانت تقدم أغاني غربية، على منوال الإخوان ميكري.وبعد سنتين تقريبا من عمل الشريف مع المجموعة، التقى محمد البختي، الذي سيأتي ذكره في إحدى حلقات هذه السلسلة مع الشريف، واقترح عليه السير على منوال فرقة "ناس الغيوان". رفض الشريف الفكرة في البداية، لكن بإلحاح من البختي، وافق على العرض شريطة أن يبقى له حق الانسحاب في حال لم يعجبه الأمر. في ذلك الوقت قدمت إلى الدارالبيضاء فرقة غنائية من مدينة مراكش اسمها "طيور الغربة"، تضم الأخوين أحمد ومحمد الباهيري، وسعيدة بيروك، لتسجيل إحدى أغانيها. بعد أيام، اضطر بعض أفراد "طيور الغربة"، التي ستعرف، في ما بعد بمجموعة" لجواد". للعودة إلى مراكش، بعد خلاف نشب بينهم، ليظل أحمد ومحمد الباهيري، اللذين سيلتقيان مع البختي، ويدخلان معه في المشروع، الذي اقترحه على الشريف.. بعد انضمام الأخوين الباهري، سيستقدم الشريف سعيدة بيروك، التي لم تكن تتجاوز آنذاك سن 14 سنة، من مراكش، وكان عليه إقناع والدها بالسماح لها بمرافقته إلى مدينة الدارالبيضاء، حيث نزلت عند البختي في بيته. وهكذا اكتملت النواة الأولى لمجموعة المشاهب، التي كانت أشبه بعود ثقاب، ونجحت في إبراز فن غنائي جديد، وقدمت الفرقة مجموعة من الأغاني في تلك الفترة، وصنفت ضمن المجموعات الشبابية، والملتزمة بالنظر إلى الدور الذي لعبته في تحريك مشاعر الشباب، ساعدها في ذلك نوعية الآلات التي تعزف عليها، وموهبة أعضاء الفرقة، الذين شكلوا النواة الأولى لفرقة ستغزو العالم بأسره. بعد انضمام سعيدة سيصبح أعضاء المجموعة أربعة أفراد، هم مولاي الشريف لمراني المؤسس، وأحمد الباهري، ومحمد الباهري العضوان السابقان في مجموعة "طيور الغربة"، والصوت النسوي الحالم سعيدة بيروك، تماما مثل مجموعة الإخوان ميكري "حسن محمود ويونس وجليلة". بعد مجموعة من التداريب بقبو بروش نوار، ستتمكن المجموعة من تسجيل أول أغانيها، في شركة تسجيلات كانت معروفة باسم "كليوباترا"، لتتوالى بعد ذلك مجموعة من الأغاني كان أشهرها أغنية الخيالة المعروفة باسم "الصايك تالف والراكب خايف". رغم النجاح الذي حققته المجموعة إلا أن الشريف لم يكن مقتنعا بأدائها، خصوصا أن أصوات المجموعة كانت كلها رقيقة، بينما كان مشروع لمراني في حاجة إلى صوت فخم حتى يشكل نوعا من التناغم والتكامل. في هذه الفترة كان الراحل محمد باطما، ضمن مجموعة "تكدة"، التي كانت في بداياتها آنذاك، وبعد حفل احتضنه المعرض الدولي بالدارالبيضاء، سنة 1973، سيضطر باطما إلى مغادرة الفرقة، بعد سوء تفاهم مع أعضائها، وبما أن لمشاهب كانت في حاجة إلى صوت جديد ومختلف، لضخ دم جديد في المجموعة، فقد اتصل به البختي وضمه إلى الفرقة، التي ستحقق نجاحا منقطع النظير في ما بعد.