قالت الممثلة المقيمة لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي بصنعاء، أمس الأربعاء، إن مقترحا قدم للحكومة اليمنية بوقف لإطلاق النار يلتزم به طرفا الصراع يوميا لساعات محددة لإغاثة المتضررين من حرب صعدة.نازحون من منطقة صعدة (أ ف ب) وقالت المسؤولة الدولية، خلال اجتماع مع ممثلي منظمة (معا ضد حرب صعده) أن نحو 150 ألف نازح فقدوا منازلهم ويحتاجون لمساعدات متكاملة من إيواء وغذاء وخدمات صحية، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من المتضررين، الذين يحتاجون لمعونات غذائية وطبية يومية بصعدة. وأشارت إلى الأعداد المتزايدة للنازحين والمتضررين من الحرب بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين في ثلاث محافظات، بالإضافة إلى صعدة هي حجة وعمران والجوف. وأفادت بتقديم الأممالمتحدة مقترحاً بتأمين ممر إنساني دائم وثابت يضمن مرور فرق العمل الإنساني الميداني ويلتزم طرفا الصراع بتأمينه. وأكدت أن وظيفة الأممالمتحدة هي إغاثة المدنيين والنازحين، دون التدخل كوسيط بين الطرفين باعتباره شأناً داخلياً. من جهة أخرى، أعلن مصدر عسكري يمني، أمس الأربعاء، أن القوات المسلحة اليمنية تمكنت من طرد المتمردين الحوثيين من مواقع كانوا يسيطرون عليها في محافظة صعدة وأنها كبدتهم خسائر كبيرة خلال الساعات الماضية. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عن المصدر الأمني، الذي طلب عدم نشر اسمه، قوله إن وحدات عسكرية وأمنية وجهت ضربة موجعة لتجمعات الحوثيين في محافظة صعدة، رغم مواصلتهم الهجمات على أفراد القوات المسلحة والأمن. وأكد المصدر أن القوات المسلحة تمكنت من طرد عناصر الحوثيين من المواقع التي كانوا يسيطرون عليها في منطقة دماج. وأكد أنه جرى القبض على عدد من عناصر الحوثيين في منطقة بني معاذ، فيما قتل عدد آخر منهم مع قائدهم عبدالعزيز القطابري أثناء محاولتهم الهجوم على مدينة قطابر واستهداف المحكمة، مشيراً إلى أن أوامر صدرت إلى وحدات القوات المسلحة والأمن بفتح معابر ونقاط خاصة لمرور واستقبال من يرغب بتسليم نفسه من الحوثيين. وبخصوص المبادرة التي تقدم بها زعيم المتمردين عبد الملك الحوثي لوقف إطلاق النار من جانب واحد، اعتبرت مصادر رسمية يمنية أن تلك المبادرة لم تكن سوى أكذوبة من باب الدعاية الإعلامية المضللة. من جانبه، حمل الحوثي السلطة كل تبعات ونتائج الحرب وما ستخلفه من آثار وخيمة، بسبب عدم الاستجابة لمبادرة وقف إطلاق النار. وقال في بيان نعدها (السلطة) بمفاجآت ثقيلة، وبحرب استنزافية طويلة الأمد نتماشى معها بنفس طويل، أكثر مما تتوقع. وكان وزير الإعلام والمتحدث باسم الحكومة حسن اللوزي، أعلن أن العمليات العسكرية التي بدأت قبل ثلاثة أسابيع ستتواصل إلى حين قبول الحوثيين بالشروط المحددة لوقف إطلاق النار. وأبدى في كلمة ألقيت بصنعاء، ارتياحه إلى أن الرأي العام العربي والدولي يفهم هذه القضية فهما "دقيقا"، مضيفا أنها "خروج على الشرعية وعصيان عسكري وتمرد على الدولة والنظام والسلم الاجتماعي". وحول رؤيته لأسباب رفض اليمن أي عرض يقدمه الحوثيون للهدنة، قال النائب عن حزب المؤتمر الشعبي الحاكم بصعدة عثمان مجلي للجزيرة إن "الدولة لم تدخل الحرب جزافا وإنما بعدما يئست ويئس الجميع، وأصبح دخولها الحرب وملاحقة هؤلاء ضرورة للحفاظ على أمن المواطنين". ووصف مجلي عرض الهدنة بأنه "كألعاب أسيادهم الإيرانيين"، مضيفا أن الحوثيين لم يصدقوا يوما في عرض لهم، وتساءل "من يكونون حتى يجري قبول عروضهم". وقال إن طريقة قتال الحوثيين "ليس فيها أخلاق أو دين"، واتهمهم باتخاذ مواطني المحافظة دروعا بشرية وبتجنيد الأطفال. وكان المتحدث باسم جماعة الحوثيين محمد عبد السلام أعلن عن مبادرة لوقف الحرب الدائرة على كل الجبهات في صعدة "حقنا لدماء اليمنيين". وتتضمن المبادرة وقفا لإطلاق النار مقابل رفع كل المظاهر المسلحة وضمان عودة اللاجئين والنازحين إلى صعدة، وعودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل ساعة من إعلان الحرب بانسحاب الجيش إلى معسكراته وانسحاب الحوثيين من المواقع التي يسيطرون عليها.