اختتم يوم الجمعة بمنطقة أكردوس (65 كلم من تيزنيت) الموسم الديني السنوي للمجاهد الولي الصالح الشيخ أحمد الهيبة ماء العينين، احتفاء بالذكرى 90 لوافته، بحضور أبنائه وحفدته من مختلف ربوع المملكة. وشكل هذا الموسم مناسبة لإبراز ملاحم وبطولات هذا المجاهد الرائد، ومحطة لاستلهام الدلالات العميقة والأبعاد الوحدوية للمقاومة وحركة التحرير، وما اتسمت به من مظاهر الوحدة والتلاحم التام بين أبناء المغرب من أقصى تخوم الصحراء إلى أقصى ربوع الشمال، في انسجام وتكامل لمواجهة الاحتلال الأجنبي. كما اكتسى هذا الموسم، الذي دأب أولاد الشيخ الهيبة ماء العينين على ترسيخه، أهمية كبرى للوقوف على الأعمال الجليلة، التي قام بها هذا الولي الصالح، سواء من خلال مقاومته للاستعمار أوما خلفه من علم غزيز في شتى المجالات، بالإضافة إلى كونه يعد فرصة لتلقين الجيل الصاعد من أبناء الصحراء المغربية مفهوم الوطنية وترسيخ مبادئ التشبث بأهداب العرش العلوي المجيد لديهم، كما كان عليه آباؤهم وأجدادهم عبر العصور. يشار إلى أن الشيخ أحمد الهيبة ماء العينين، قاد الحركة الجهادية في الجنوب في الفترة ما بين 1912 إلى 1919، تاريخ وفاته بأكردوس بتيزنيت، وظل متمسكا إلى جانب أخويه الشيخ مربيه ربه ومحمد الأغظف والقبائل الصحراوية والسوسية، بمقاومة الدخيل الأجنبي، وتعلقه بأهداب العرش العلوي المجيد. وأكد الشيخ محمد فاضل شيخاني بن الشيخ محمدي، أحد حفدة الشيخ أحمد الهيبة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بالمناسبة، أن هذا المجاهد كان من بين أبرز المقاومين الذين قادوا الجهاد بالصحراء المغربية ضد الوجود الاستعماري وأطماعه التوسعية، فضلا عن كونه كان يتمتع بحكمة وتبصر وإخلاص للبيعة، التي بايع بها آباؤه وأجداده الملوك العلويين، مما ساعد والده الشيخ ماء العينين على تعيينه خليفة عنه لقيادة العمليات الجهادية ضد المستعمر الأجنبي، حيث خرج على رأس القبائل الصحراوية والسوسية لتخليص مراكش من يد الفرنسيين. وأشار إلى أنه، بالإضافة الى ملاحمه الجهادية ضد المستعمر الإسباني والفرنسي، فإن هذا الولي الصالح ورث عن أبيه الشيخ ماء العينين مشيخته الصوفية، ودرس علوم الشريعة الإسلامية، وعلوم اللغة العربية، واشتهر بعلمه الغزير وثقافته الواسعة، موضحا في هذا الإطار أن مهام الشيخ أحمد الهيبة السياسية لم تنسه غزارة العلم والتأليف في جميع الميادين الدينية والثقافية. وتجدر الإشارة الى أن الشيخ أحمد الهيبة ماء العينين، الذي توفي سنة 1919 ودفن بمنطقة أكردوس بإقليم تيزنيت، ترك عدة مؤلفات منها "سرادقات الله الدافعة للبلايا" ومصنف في الحديث وأجوبة فقهية وعدة دواوين شعرية. (و م ع)