أكد المشاركون في ندوة حول الشيخ أحمد الهيبة..علمه وأدبه وجهاده»» أن هذا الولي الصالح سجل صفحات مجيدة في التاريخ المغربي سواء على مستوى مقاومة المستعمر الأجنبي أوعلى مستويات الأدب والفقه والدين. وأشاروا خلال هذه الندوة التي نظمتها « جمعية موسم الشيخ أحمد الهيبة من أجل التنمية والتواصل» بتأطير ثلة من المفكرين والجامعيين والباحثين في التاريخ أن المراحل الجهادية بالأقاليم الصحراوية بدأت مع الشيخ ماء العينين سنة 1885 لتنتقل بعد ذلك إلى إبنه أحمد الهيبة حيث كلف باحضار السلاح ومد العون إلى الجنوب لمواصلة الجهاد ضد المستعمر الاجنبي مشيرين في هذا الصدد إلى أن هذا المجاهد الذي تميز بحنكته السياسية ظل على رأس القبائل الصحراوية والسوسية لمواصلة الجهاد والوفاء لمبادئ البيعة لملوك الدوحة العلوية المجيدة رافضا كل أشكال الترغيب والترهيب من لدن المستعمر الاجنبي. وعن الجانب الأدبي أكد المشاركون أن الشيخ أحمد الهيبة الذي توفي سنة 1919 ودفن بمنطقة أكردوس بإقليم تيزنيت كان يتميز بغزارة عطائه الفكري والفقهي لكونه كان يجالس فقهاء وأدباء عصره ونهل منهم الشيء الكثير مما مكنه من تأليف عدة كتب في الأدب ضمنها «»سراج الظلم في ما ينفع المعلم والمتعلم «» و «»سرادقات الله الدافعة للبلايا»» و»»مصنف في الحديث»» بالإضافة إلى عدة دواوين شعرية في المدح والغزل خاصة في مدح الرسول عليه صلوات الله وسلامه. وأوضحوا في هذا الإطار أن مايميز انتاج الشيخ أحمد الهيبة الشعري والأدبي هو ترسيخه للوحدة والهوية الوطنية واهتمامه بهموم سكان الجنوب المغربي وغيرتهم على المقومات الوطنية. وتناول المشاركون في هذه الندوة التي تميزت بعرض شريط وثائقي سلط خلاله الضوء على مرحلة الجهاد بمنطقة سوس ومراكش مواضيع همت بالخصوص الجوانب الجهادية والادبية للشيخ أحمد الهيبة وقراءة في مخطوط للشيخ محمد الإمام حول الحركة الجهادية بالجنوب. تجدر الاشارة إلى أن هذه الندوة نظمت على هامش الموسم الديني السنوي للشيخ أحمد الهيبة الرامي إلى استحضار مختلف مناحيه البطولية في مقاومة المستعمر الاجنبي وتنشئة الجيل الصاعد من أبناء وحفدة هذا الشيخ الورع على نهج نفس السيرة.