احتج، أول أمس الأربعاء، 1500 طفل مستفيد من عملية التخييم بمركز الهرهورة، الذي تنظمه وزارة الشباب والرياضة، تحت شعار "المخيم فضاء للتربية والترفيه"، على سوء التغذية وتأخير مادة الخبز من قبل ممول التغذية، حسب ما أكدته مصادر "المغربية". وأضافت المصادر أن الأطفال حرموا من مادة الحليب أثناء وجبة الفطور في اليوم ذاته، بسبب تأخر الممول، ما اضطرهم إلى تناول الشاي بدل الحليب، مشيرة إلى أن تأخير الخبز جعل الأطفال يتضورون جوعا، ويحتجون على الإهمال من قبل الممول. من جهة أخرى، أكد مراد بختي، مدير مخيم جمعية المواهب للتربية الاجتماعية بمركز هرهورة ل "المغربية"، أن المنهجية التي اتخذتها وزارة الشباب والرياضة بشأن تفويض خدمات التغذية لممول، غير صحيحة، على اعتبار أنها طرحت عدة مشاكل من ناحية الكمية والجودة. وأضاف بختي أنه، رغم منح الوزارة ممول التغذية منحة 40 درهما في اليوم للطفل الواحد، فإن خدماته تبقى متردية، مقارنة مع السنوات الماضية، إذ كانت تسلم للجمعيات منحة 20 درهما للطفل مقابل تغذية جيدة. من جانبه، أوضح ياسين بلعرب، مدير قسم المخيمات بوزارة الشباب والرياضة، أن عدم تناول الأطفال وجبة الغداء في الموعد المحدد، كان نتيجة تعرض سيارة ممول التغذية لعطب تقني، حال دون وصول مادة الخبز. وأضاف بلعرب أن الوزارة حين بلغها أمر الاحتجاج، اتصلت بمندوب وزارة الشباب ومدير مركز هرهورة، واتخذت جميع الإجراءات القانونية في حق ممول التغذية، الذي تعهد بعدم تكرار ذلك. وأكد أن هذه الضجة أحدثها أطر بعض الجمعيات، التي هدفها إلغاء عقد تفويض خدمات التغذية إلى ممول خاص ومنحها للجمعيات، موضحا أن الهدف من تفكير الوزارة في وضع مسألة التغذية رهن ممول خاص يرجع إلى أن التغذية لا تدخل في اختصاص الأطر التربوية، التي هدفها مصاحبة الأطفال وتأطيرهم. وقال بلعرب إن "تجربة تفويض خدمات التغذية إلى ممول هي جديدة بالنسبة إلى الوزارة، وقد تقع في ممول ليست له تجربة كافية أو دراية بالنسبة إلى البنية التحتية للمخيمات، كما أن بعض الممولين الذين تكون لهم تجارب في تمويل الحفلات والندوات، يجدون صعوبة في تمويل تغذية المخيمات". وأوضح أن تجربة تفويض خدمات التغذية إلى القطاع الخاص، ليست هي الأولى من نوعها، بل إن جميع دول العالم في مجال المخيمات تفوض تدبير شأن التغذية إلى القطاع الخاص. وأشار مدير قسم المخيمات إلى أن ميزانية التغذية،عرفت ارتفاعا مقارنة مع السنة الماضية، إذ اعتمدت المبادرة في البداية في ثلاثة مراكز واستفاد منها حوالي 2000 طفل، وارتفعت النسبة إلى 12 مركزا واستفاد منها 20 ألف طفل. وأكدت مصادر "المغربية" أن وزير الشباب والرياضة الجديد، منصف بلخياط، زار، صباح أمس الخميس، مخيم الهرهورة، واستمع إلى مشاكل الأطفال والأطر، بناء على احتجاج الأطفال على الأكل.