شارك لأول مرة في المخيمات الصيفية لهذه السنة أبناء ضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، طيلة مراحل التخييم الثلاث.إذ صادفت "المغربية" خلال الربورتاج الذي أنجزته حول مشاكل ممول التغذية بالمخيم الوطني الهرهورة، أبناء هؤلاء الضحايا وهم يقدمون فقرات ترفيهية وتثقيفية، بمناسبة الملتقى الوطني لليافعين حول الصحة والمواطنة، تحت شعار "من أجل مغرب جدير بأبنائه، تكوين، حقوق، ذاكرة" بتنسيق مع جمعية المواهب للتربية الاجتماعية، ومنتدى الحقيقة والإنصاف، وبدعم من وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، ووزارة الشباب والرياضة، وبرنامج دعم المجتمع المدني بالمغرب. وعن استفادة أبناء ضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان من هذه التجربة، قال عبد الرحيم الساخي، رئيس جمعية المواهب للتربية الاجتماعية "من خلال الجانب التربوي فهؤلاء الأطفال عاشوا تجربة مريرة ويجب تغيير نظرتهم والكشف بأن المغرب تغير". وأضاف الساخي أن هناك من مازال يعتقد أن المغرب يعيش سنوات الرصاص، وأن آخرين يرون أن هناك حقوقا يجب تدعيمها وتطويرها وحمايتها حتى لا يتكرر ما جرى، مضيفا "وحتى يؤمن الأطفال بدولة الحق والقانون والمواطنة، ومن أجل تحصين تجربتنا ومغربنا ومستقبلنا". ومن جهتها أكدت زهرة حكيمي، عن منتدى الحقيقة والإنصاف، أنها أول مبادرة يشارك فيها المنتدى مع جمعية المواهب، نظرا لتجربة هذه الأخيرة في مجال التخييم والتربية، مؤكدة أن ضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان عاشوا سنوات الرصاص والجمر، وبالتالي أطفالهم في حاجة إلى الإدماج مع باقي أبناء الشعب المغربي، مضيفة أنه من خلال ذلك راودتهم في المنتدى فكرة دمج هؤلاء الأطفال من أطفال جمعية المواهب التي تعد من أقدم الجمعيات ولتوفرها على أطر وكفاءات عالية في مجال التكوين والتدريب والتنشيط. وأضافت حكيمي أن حوالي 70 طفلا وطفلة ويافعين يتحدرون من مدن البيضاء والرباط وسلا والخميسات، استفادوا من هذه التجربة، وأن هناك أملا في تعميم هذه الفكرة، التي وصفتها بالنبيلة، على جميع أبناء ضحايا الانتهاكات الجسيمة. وتأتي مبادرة تنظيم هذا الملتقى الوطني لليافعين في الفترة الممتدة ما بين 9 و 20 غشت الجاري، بالمركز الوطني للتكوين والاصطياف الهرهورة، حسب مدير المخيم، في سياق التأسيس لمجموعة من البرامج المدنية التي تعنى بتنمية قدرات اليافعين في مجال المواطنة الفاعلة والصحة الجيدة والتأسيس، لعدم تكرار الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، والتربية على حقوق الإنسان عموما. ويعتبر هذا الملتقى أيضا، حسب المنخرطين في هذا المشروع، ثمرة إنجاز مشروع "صحتي، حياتي"، الذي تعمل على تحقيقه جمعية المواهب للتربية الاجتماعية بشراكة مع مراكز التدريب في مناهج التربية الحديثة بفرنسا (ceméa)، وبدعم من هذه المؤسسة، كما يسعى إلى تطوير برامج تحسيسية وتوعوية لفائدة الشباب ما بين 15 و 18 سنة، وحمايتهم من مخاطر الأمراض المنقولة جنسيا والسيدا. وسيستفيد من فعاليات هذا الملتقى ما يناهز 300 يافع ويافعة يمثلون مختلف فروع جمعية المواهب، كما يعرف مشاركة أبناء ضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، وكذا يافعين من ضحايا الهجرة غير الشرعية. وأكد رئيس جمعية المواهب للتربية الاجتماعية أن هذه التظاهرة تعد الأولى من نوعها، التي ترمي إلى خلق برنامج تنشيطي وتكويني يلامس اهتمامات الشباب.