تسبب رائحة الفم الكريهة إحراجا لدى العديد من الناس، وتتضارب مسبباتها بين أمراض الحلق والتهاب اللثة وأمراض الجهاز الهضمي وغيرها من العوامل الأخرى، غير أن رائحة الفم المزعجة تصبح أكثر إزعاجا خلال فترة الصيام في رمضان. وبهذا الخصوص، أوضحت الدكتورة أسماء الحيان، طبيبة جراحة الأسنان، في اتصال ب "الصحراء المغربية" أن العوامل المسببة لرائحة الفم المزعجة ناتجة عن أمراض فموية مثل التهاب اللثة، تكون طبقة الجير على مستوى الأسنان، جفاف الفم، تسوس الأسنان، كما أنها ناتجة أيضا عن أمراض غير فموية من قبيل اضطرابات الأنف والجيوب الأنفية والحلق والجهاز الهضمي. وأكدت الدكتورة الحيان أن نظافة الفم السيئة وغير الصحية تزيد من حدة الأمراض المسببة في رائحة الفم المزعجة، ناهيك عن الأمراض التي قد تسببها مع استمرارية عدم العناية بها. وردا على سؤال سبب تفاقم هذا المشكل أثناء فترة الصيام خلال شهر رمضان، أوضحت الحيان أن الصوم لساعات طويلة وعدم شرب الماء، يخفف من إنتاج اللعاب مما يؤدي إلى جفاف في الفم، وبالتالي تصاحبه رائحة الفم الكريهة، لأن البكتيريا المتواجدة داخل الفم تتغذى على بقايا الطعام، مضيفة أن عدم غسل الأسنان يسبب مع مرور الوقت تراكما البكتيريا، الأمر الذي يؤدي إلى تكون الجير على الطبقة السطحية للأسنان، وأن التهاون في معالجته قد يعرض الأسنان للتسوس ومنه إلى أمراض تعفنية أكثر حدة، مما يستدعي التدخل الفوري لطبيب الأسنان. وفي السياق ذاته، قالت الطبيبة إنه "في الأيام الأخرى، رغم أن بعض الناس لا يداومون على غسل أسنانهم أو لا يغسلونها بشكل جيد، إلا أن شرب الماء يساعد على تخلص الفم من البكتيريا، أما في فترة الصوم فتتراكم البكتيريا داخل الفم أو في اللسان أو في الأسنان جراء قلة شرب الماء وعدم غسل الأسنان لعدة مرات في اليوم. ونصحت أسماء الحيان بشرب الماء بكميات كافية ومنتظمة خلال الإفطار وبعده، مشددة على العناية الدائمة بالأسنان مع الحرص على تنظيف الفم بشكل جيد بالفرشاة وبالخيط، ونبهت إلى عدم الاستهانة بصحة الأسنان في حالة ظهور مشاكل تستدعي تدخل الطبيب خاصة أن معظم الناس حاليا تعاني من مشاكل التهاب اللثة وتسوس الأسنان.