يعتقد بعض الناس أن الأسنان واللثة تصبح أقل ضررا من ذي قبل خلال شهر رمضان، ظنّا منهم أنها لن تتعرض لأي ضرر بسبب التوقف عن تناول الطعام والشراب في أيام الصيام، والحال أن المناسبة يجب أن تشكّل دافعا لضرورة منح عناية إضافية لها، خاصة وأنها تعرف مواجهة الصائم لبعض مشكلات الفم، مثل الجفاف والرائحة غير المرغوبة، نظرا لالتصاق البخار الصاعد من المعدة الخاوية بالأسنان واللثة، لذا يجب على الصائم أن يهتم بنظافة الفم والأسنان واللثة واللسان خلال الصوم وبعد تناول وجبتي الإفطار والسحور. إن قلة العناية بالأسنان يسهم في التصاق أعداد كبيرة من البكتيريا بها طوال نهار رمضان، فتتكون صفائح بكتيرية من طبقة «البلاك»، مما قد يؤدي إلى تآكل سطح الأسنان «المينا»، وبالتالي تعرض الأسنان إلى التسوس، حيث يلاحظ أن جفاف الفم يوفر مناخا مثاليا لتكاثر البكتيريا، ويسفر ذلك عن انبعاث رائحة غير مرغوب فيها. إن اللعاب يحافظ في العادة على نسبة الرطوبة في الفم واللثة والتخلص من بقايا الطعام العالقة التي قد تقود للتسوس، كما أنه يذيب مركبات الكبريت المتطايرة المسببة للروائح الكريهة، لذا يُنصح بشرب 8 أكواب من الماء على الأقل خلال الفترة مابين الإفطار وحتى السحور، لأن المياه تحافظ على رطوبة اللثة والجسم كله، وهي أفضل وسيلة لتحفيز إفراز اللعاب. يجب على الصائمين آن يعرفوا بأنه وحتى إذا تقيّدوا بالخطوات المشار إليها آنفا، فإن مشاكل رائحة الفم الكريهة يمكن أن تستمر عند بعضهم في بعض الحالات، بحيث تبقى رائحة الفم الكريهة رغم تنظيف الفم والأسنان واللسان بالفرشاة والخيط، وعندها يمكننا اللجوء إلى محلول للنظافة للفم باعتماد ما يصطلح عليه ب «الغرغرة» بعد السحور، بالنظر إلى أنه يحتوي على ثاني أوكسيد الكلور الذي يساعد في التخلص من رائحة الفم الكريهة، عبر مهاجمة مركبات الكبريت المتطايرة. وعموما يجب أن نعرف بأن الأطباء يوصون دائما بالمداومة على غسل الأسنان واللسان بالفرشاة، مع الحرص على عدم وضع المعجون أو ابتلاع مياه المضمضة أثناء ساعات الصيام، إذ يساعد تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط مرارا على التخلص من البكتيريا التي تؤدي لتسوس الأسنان وأمراض اللثة، علما أن بعض الصائمين يقبلون على استخدام السواك، الذي هو سنّة نبوية مرغب فيها في جميع الأوقات، وله فوائد عظيمة، ومنها المساعدة في قتل البكتيريا الضارة التي تتراكم على الأسنان، وإزالة طبقة «البلاك» وبالطبع تنظيف وتنقية الأسنان. وإلى جانب ما سبق فإنني أود التأكيد على أن هناك أطعمة، سواء تعلّق الأمر بمأكولات أو مشروبات، تساعد على العناية بالفم والأسنان في شهر رمضان، لهذا من المفضل إدراجها على مائدتي الإفطار أو السحور، ومن بينها الشاي الأخضر، الذي يحتوي على مواد تقتل بكتيريا الفم والتي توقف الرائحة الكريهة، كما أن البقدونس والنعناع يساعدان في التخلص من روائح الفم، فيما يحمي «الكيوي» اللثة ويجعلها أكثر قدرة على مكافحة الجراثيم، كما تستخدم بذور السمسم لمنع تكوين طبقة «البلاك»، ويجب على الصائمين تجنب شرب المشروبات الغازية والماء شديد البرودة أو المثلج، سواء خلال الإفطار أو السحور، لما قد يسببه ذلك من تهيج لحساسية الأسنان، إضافة إلى أمراض أخرى كالتهابات في البلعوم والحلق.