استعادت حركة النقل الجوي بمطار مراكش المنارة الدولي عافيتها بعد الارتفاع المسجل في حركة المسافرين القادمين من مختلف الأسواق التقليدية المصدرة للسياح، حيث ارتفع معدل الرحلات اليومية إلى أزيد من 80 رحلة في اليوم. وساهم في هذا التطور المعايير المعتمدة لتحسين جودة الاستقبال والتي أضحت إحدى نقاط قوة مطار مراكش المنارة الدولي، خاصة ما يتعلق بالانسيابية على مستوى نقاط المراقبة وتوفير ظروف الراحة. وحسب المعطيات التي حصلت عليها "الصحراء المغربية"، فإن برنامج الرحلات الجوية خلال الفترة الممتدة من 25 أبريل الجاري وفاتح ماي المقبل بالمطار الدولي لمراكش، كشف عن تحسن مستمر في حجم الرحلات الجوية، وذلك بعد قرار الحكومة القاضي بإعادة فتح الحدود الجوية خلال شهر فبراير المنصرم، حيث سيستقبل المطار خلال الفترة نفسها 396 رحلة دولية سيكون على متنها حوالي 59400 راكب، قادمين من فرنسا وإسبانيا وإيطاليا والبرتغال وبلجيكا وسويسرا وهولندا وألمانيا وإسلندا وتركيا وإسرائيل وتشكوسلوفاكيا. وتندرج هذه الرحلات الجوية ضمن الجهود المبذولة من قبل المملكة في سبيل إنعاش تدريجي للسياحة الوطنية، والرغبة التي تحذو السلطات المختصة من أجل الدفع بوجهة مراكش المرموقة على الصعيد الدولي، والوجهة السياحية الوطنية الأولى. وأكد عدد من المهنيين، أن جميع الأسواق التقليدية المصدرة للسياح، شهدت تطورا ملحوظا، ونفس المنحى التصاعدي سجل لدى الأسواق الجديدة المصدرة للسياح نحو المغرب كالسوق الإسرائيلي أو سوق أوروبا الشرقية، مشيرين الى أن مدينة مراكش تعتبر من المدن الغنية بمؤهلاتها السياحية لتميزها بالغنى والتنوع على امتداد مكوناتها الترابية من رصيد حضاري يجسده العمق التاريخي لمكوناتها الثقافية العمرانية والفنية وثراء محيطها الجغرافي والمجالي، الشيء الذي يؤهلها لان تكون وجهة سياحية بامتياز. وعبر الزوبير بوحوت خبير في المجال السياحي وفاعل مهني في القطاع في تصريح ل"الصحراء المغربية"، عن تفاؤله بعودة الحركة السياحية إلى سابق عهدها بالمدينة الحمراء وفي مختلف الوجهات السياحية بالمملكة، خصوصا بعد الحملة التواصلية الدولية الجديدة التي أطلقها المكتب الوطني للسياحة في 20 بلدا ضمنها 5 أسواق استراتيجية (فرنسا، إسبانيا، ألمانيا، المملكة المتحدة، الولاياتالمتحدةالأمريكية، وبلدان الشرق الأوسط، إسرائيل والبلدان الإفريقية)، والتي تحمل شعار "المغرب، أرض الأنوار". وأشار في هذا السياق، الى أن هذه العلامة ستكون قادرة على أن تصبح حجر الأساس القادر على دعم الانطلاقة والتحفيز على زيارة المغرب لاغتنام الفرص التنموية، التي يحفل بها سياق إعادة انطلاق النشاط السياحي بالمملكة. وخلص الزوبير بوحوت الى أن المكتب الوطني المغربي للسياحة يقوم بمجموعة من المبادرات لمواكبة المهنيين وتزويدهم بمجموعة من الآليات لتعزيز المنتوج السياحي المغربي والترويج له على جميع الأصعدة، من أجل الارتقاء بالمغرب ضمن مصاف الوجهات السياحية العالمية الأكثر جاذبية والوصول إلى تعزيز صورته، سيما لدى الأجيال الجديدة من المسافرين. ويعتبر مطار مراكش المنارة الدولي، ثاني أكبر مطارات المغرب من حيث عدد المسافرين بعد مطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء، حصل على شهادة الجودة الايزو ISO9001/2000 عن خدمات الملاحة الجوية ومجموع الخدمات المقدمة للمسافرين، يمتد على مساحة 22 هكتار، وتبلغ الطاقة الاستعابية به 9 ملايين مسافر في السنة، تم تصنيفه من طرف وكالة "سكاي تراكس" الأولى عالميا في تصنيف شركات الطيران والمطارات في العالم، ضمن أفضل عشر مطارات دولية في القارة الإفريقية، بعد استطلاعها لآراء المسافرين عن التجربة التي عاشوها بالمطارات الإفريقية. واحتل مطار مراكش المنارة الدولي، وفق التصنيف نفسه، المرتبة الخامسة بعد حصوله على مجموعة من الأصوات المدلى بها من طرف السياح والمسافرين من مختلف دول العالم، بناء على عدد من المؤشرات الإيجابية، من قبيل قربه من مركز المدينة ومدى ملائمته لزوار مراكش، التي تعد إحدى الوجهات السياحية الأكثر شعبية في شمال إفريقيا.