أطلقت شركة طيران "إسرائير" الإسرائيلية، أمس الأحد، أولى رحلاتها المباشرة إلى مدينة مراكش عاصمة السياحة بالمغرب، بعد التأجيل لعدة أشهر بسبب القيود الصحية في المغرب وإسرائيل، وتدشين الربط الجوي بين البلدين. واحتفلت بوصول طائرتها التي تحمل الدفعة الأولى من السياح الإسرائيليين الذين سيزورون المملكة إلى مطار مراكش المنارة الدولي، وإضافة هذه الوجهة السياحية الهامة إلى شبكة وجهاتها. وكان على متن الطائرة الإسرائيلية من نوع بوينغ 90 مسافرا، قادمين من مطار بن غوربون بالعاصمة الاسرائيلية تل أبيب، حيث جرى الاحتفاء بهذا الحدث الرمزي من خلال تنظيم حفل كبير بمبادرة من المكتب الوطني المغربي للسياحة بشراكة مع المجلس الجهوي للسياحة لجهة مراكشآسفي، بحضور عدد من الشخصيات التي جاءت لاستقبال السياح الاسرائيليين الذين اختاروا المغرب كمقام سياحي لهم. وجرت هذه العملية في احترام تام للتدابير الاحترازية المعتمدة والبرتوكول الصحي المعمول به، وذلك تحت إشراف مجموعة من المصالح المعنية. ومباشرة بعد وصولهم إلى مطار مراكش المنارة الدولي، قام السياح الاسرائيليون، الذين عبروا عن التزامهم بالقواعد الوقائية المنصوص عليها من طرف السلطات الصحية من خلال ارتداء الأقنعة الواقية، بالإجراءات الجمركية واستعادة أمتعتهم بطريقة سلسلة ومنظمة، مع السهر على احترام التباعد الجسدي واستخدام السائل المعقم الموضوع رهن إشارتهم عبر موزعات على صعيد مختلف فضاءات الاستقبال. وفي سياق متصل، شرعت شركة الطيران "إل عال" الإسرائيلية، في اليوم نفسه، تنفيذ رحلات سياحية مباشرة من مطار بن غوربون الدولي إلى مدينة مراكش، بعد تدشين أولى رحلاتها السياحة المباشرة إلى مراكش، عبر الرحلة رقم "LY 553"، التي أقلعت عند الساعة 11:30 صباحا بالتوقيت المحلي، 8:30 بالتوقيت المغربي. وتستغرق الرحلة من إسرائيل إلى المغرب حوالي خمس ساعات ونصف إلى ست ساعات. وستطلق الشركتان الإسرائيليتان 3 رحلات أسبوعيا إلى مدينة مراكش، وفي 10 غشت المقبل ستضيف "إل عال" مدينة الدارالبيضاء، العاصمة الاقتصادية للملكة إلى وجهاتها، لتتبعها "إسرائير" لاحقا. ومن المقرر أن تدشن شركة "أركيا" الإسرائيلية أولى رحلاتها إلى مراكش في 3 غشت المقبل. وتهدف هذه الشركات الثلاث، التي ستربط مراكشوالدارالبيضاء بتل أبيب، إلى نقل 38 ألف مسافر إلى المغرب بحلول نهاية السنة الجارية، في حين ستضمن شركة الخطوط الملكية المغربية نقل حوالي 12 ألف راكب بحلول نهاية عام 2021. وسيكون للربط الجوي بين البلدين تأثير إيجابي على السياحة في المملكة، وسيعزز التعاون التجاري والسياحي والاقتصادي بين البلدين. وفي هدا الإطار، توقع الزوبير بوحوث الخبير في المجال السياحي، أن يرتفع عدد السياح الإسرائيليين في المغرب بشكل ملحوظ مع فتح الخطوط المباشرة، بوصول 50.000 سائح إسرائيلي في نهاية دجنبر المقبل و200 ألف سائح مع نهاية سنة 2022. وأوضح بوحوت في رقة بحثية باللغة الفرنسية توصلت "الصحراء المغربية" بنسخة منها، أن عدد السياح الإسرائيليين عرف تزايدا بأكثر من الضعف بين عامي 2010 و2019، إذ انتقل من 4.269.100 مغادر إلى الخارج عام 2010 إلى 9.178.600 (+ 115٪). كما ارتفع إجمالي الإنفاق السياحي الخارجي (غير مشمول بالنقل الجوي) من 3.9 مليارات دولار عام 2012 إلى 7.66 مليار دولار عام 2018 (+ 96.1٪ في 6 سنوات)، وبلغ متوسط إنفاق السائح حوالي 950 دولارا في المتوسط بين عامي 2012 و2018. وأشار إلى أن التقدم في التطعيمات ضد فيروس كوفيد 19 على مستوى البلدين يشكل عنصرا حاسما لتوحيد التدفقات السياحية بين البلدين، مؤكدا أن السوق الإسرائيلي مزدهر بفضل عناصر ذات طبيعة اقتصادية.