استقبل عدد من المهنيين والعاملين في القطاع السياحي بمدينة مراكش، قرار الحكومة القاضي بإعادة فتح المجال الجوي للمملكة ابتداء من السابع من شهر فبراير الجاري، بكثير من التفاؤل والفرح لأنه سيجعل العاملين بالقطاع والمؤسسات السياحية تستعيد حيويتها ونشاطها. وأكدوا أن مدينة مراكش على أتم الاستعداد لاستقبال ضيوفها واتخاذ كافة التدابير الضرورية لضمان سلامتهم الصحية وتوفير الظروف المواتية لمقام جيد بالمدينة الحمراء. ويتطلعون إلى المزيد من الإجراءات المواكبة لاستئناف الرحلات الجوية والكفيلة بتعزيز وجهة المدينة الحمراء على المستوى الوطني والدولي. وفي هذا الإطار، أوضح أمين أزغاوي، مدير تجاري مكلف بالتسويق بمؤسسة فندقية بمراكش، أنه بعد قرار الحكومة باستئناف الرحلات الجوية ابتداء من 7 فبراير الجاري، تلقت مؤسسته على غرار العديد من المؤسسات الفندقية الأخرى عدة مكالمات من زبنائها يستفسرون عن الإجراءات المتخذة من أجل الحجز وذلك قبل التنقل إلى مراكش. وأشار أزغاوي في تصريح ل"الصحراء المغربية" إلى أن الزبناء حريصون كل الحرص على معرفة التدابير المتخذة في هذا الشأن التي يمكن أن تشكل مانعا لتنقلهم وإلغاء الحجوزات التي قاموا بها. وأكد أزغاوي أن الحجوزات المسجلة لشهر فبراير خاصة من قبل السياح الأجانب لم يطرأ عليها أي تغيير، مذكرا بأن إدارة الفندق سجلت خلال الشهور الماضية عدة إلغاءات راجعة لعدم تمكن الزبناء من القيام برحلتهم بسبب التدابير الاحترازية المتخذة للحد من تفشي فيروس كورونا 19 ومتحوراته . واستطرد قائلا أن عدم تلقي المؤسسة طلبات جديدة للحجز بالفندق راجع بالأساس لعدم صدور بلاغات تضع المسافر على بينة من أمره تساعده على الإقدام على أخذ قرار التوجه إلى مراكش لقضاء حيز من عطلته. وذكر في هذا الصدد، بأن السياح الأجانب دأبوا على حجز غرف لهم بالمدينة الحمراء قبل شهور ( حوالي ثلاثة أشهر)، مثمنا قرار فتح الحدود لأنه يتزامن مع فترة العطل بالقارة الأوروبية التي تمتد من 4 فبراير إلى 5 مارس المقبل، وهو ما سيساهم في خلخلة الوضع السياحي بمراكش نحو الأفضل ويعزز ثقة الزبناء في وجهة مراكش. وفي السياق ذاته، أوضح أزغاوي أن عودة الحركة الاقتصادية والسياحية للمدينة الحمراء، ستكون في شهر ماي المقبل إذا ما سارت الأمور في الاتجاه الصحيح وتحسنت الوضعية الصحية على المستوى الوطني والدولي، مبديا آماله في أن يتجاوز العالم هذه الفترة الحرجة وتعود الأمور إلى نصابها. من جانبه، أكد الزوبير بوحوت، الخبير والمتخصص في القطاع السياحي، أن قطاع السياحة يعتبر من القطاعات الاستراتيجية بالنسبة للاقتصاد المغربي لكونه يدر عملة صعبة مهمة للمملكة ويساهم في تحريك عجلة الاقتصاد، وله ارتباطات بقطاعات أخرى، ويساهم ب8 ملايير دولار في الناتج الداخلي الخام ويشغل حوالي نصف مليون مواطن ومواطنة بشكل يضمن منظومة تقوي المقاولة السياحية. وأوضح أن المهنيين ينتظرون الشروط التي سيجري الإعلان عنها لدخول السياح الأجانب إلى المغرب، لأنه طال انتظار المهنيين مع حلول السنة الثانية من الأزمة الصحية العالمية، التي تسبب فيها فيروس كورونا، وما خلفته من خسائر كبيرة في القطاع. واستحضر الزوبير بوحوت الخوف الذي كان يراود الفاعلين والمهنيين السياحيين من فقدان المغرب لمصداقيته مع الأسواق المصدرة للسياح والمنعشين السياحيين ووكالات الطيران، وبالتالي الخوف من فقدان المغرب لحصصه من السوق لفائدة مجموعة من الدول المنافسة التي تقتنص مثل هذه الفرص. وأكد أن المغاربة يريدون أن يحافظ المغرب على ريادته الإفريقية في المجال السياحي، لأنه هو الرائد الأول إفريقيا في استقبال السياح الأجانب. وأشار إلى أن إغلاق الحدود في وجه السياحة الدولية وإجراءات حالة الطوارئ الصحية، كان له وقع سلبي مباشر على القطاعات المرتبطة بالسياحة، ويكلف المغرب حوالي 30 مليون دولار يوميا. بدوره، أوضح زكرياء حارتي، رئيس قسم الاستغلال بمطار مراكش المنارة الدولي، أنه تم اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة من أجل ضمان حسن سير عودة السياح الأجانب، في احترام تام للتدابير الاحترازية المعتمدة والبرتوكول الصحي المعمول به (ارتداء الكمامات الواقية واحترام التباعد الجسدي وتعقيم اليدين والأمتعة وغيرها). وأضاف حارتي أن من ضمن التدابير التي تم اتخاذها على مستوى المحطة الجوية الدولية وضع لافتات تحسيسية تتضمن رسائل حول احترام التباعد الجسدي والسلوكات الحاجزية باعتماد الإعلانات الصوتية والشاشات التفاعلية، مشيرا إلى تركيب كاميرات حرارية لقياس درجة حرارة المسافرين على مستوى فضاءات الوصول، لمراقبة الحالات المشتبه فيها. وأشار حارتي إلى أن مجموع مستخدمي المكتب الوطني للمطارات معبأون لضمان حسن سير هذه العملية والمساهمة في إنعاش القطاع السياحي بمراكش. وأكد توفيق مديح، رئيس الجمعية الجهوية لوكالات الأسفار بجهة مراكشآسفي، أنه من السابق لأوانه الحديث عن تعاف حقيقي للقطاع السياحي في ظل الوضع الوبائي غير المستقر في العالم، داعيا الحكومة إلى تقديم المزيد من الدعم لمهنيي القطاع، من أجل إنقاذ المقاولات السياحية من شبح الإفلاس. وأوضح أن جمعيته ستواصل العمل على ربط علاقات مهنية قوية مع شركائها على مستوى الأسواق الرئيسية المصدرة للسياح، وذلك في انتظار استئناف الرحلات الجوية الدولية، مؤكدا على أهمية التواصل الرقمي، والتحسيس من خلال حملات مستهدفة موجهة إلى استعادة الثقة في مهن منظمي الأسفار وتشجيع الاستهلاك المحلي للسوق التقليدي. وعاشت مدينة مراكش على إيقاع أزمة اقتصادية خانقة بعد تعليق الرحلات الجوية منذ شهر نونبر المنصرم، أمام السياح الأجانب والمغاربة بسبب الإجراءات الاحترازية المتخذة ضد وباء كورونا، ما انعكس سلبا على شريان الحياة في المدينة الحمراء.