"بعد معاناة طويلة، تمكنا من الفرار نحو الحدود الرومانية بعد عبورنا عددا من النقاط"، بهذه الكلمات يحكي أحد الطلبة في حديثه ل"الصحراء المغربية" عن رحلته من مدينة كييف إلى حدود رومانيا. في الوقت الذي تمكن بعض الطلبة من الوصول إلى المناطق الحدودية، التي سبق أن أعلنت عنها السفارة المغربية في محاولة للهروب من الحرب والقصف المحدق بهم بالمدن الأوكرانية، ما يزال آخرون عالقين. وفي هذا الاتجاه، قال زكرياء، طالب بالسنة الرابعة صيدلة في تصريح ل "الصحراء المغربية"، حاولنا استغلال توقف القصف في المدينة من أجل الهرع للسفر والتوجه إلى المناطق الحدودية التي أعلنت عنها السفارة المغربية ". وأضاف زكرياء" بعد معاناة شاقة ومتعبة، اتصلنا بالسفارة ومسؤولين برومانيا، فتمكنت رفقة مجموعة من الأصدقاء من الوصول إلى رومانيا"، موضحا أنه بعد وصلوهم تم استقبالهم من قبل هيئات مدنية منحتهم الأكل والثياب والمساعدة اللازمة. وأشار المتحدث إلى أنه مباشرة بعد الغزو الروسي، قرر الذهاب لأقرب محطة ميترو الأنفاق للاختباء هناك، مع تتبعه لآخر تطورات الحرب، مؤكدا أنه لم ينم منذ تلك الليلة. من جهة أخرى، توضح سكينة في تصريح ل"الصحراء المغربية" أنها عادت إلى المنزل ولم تتمكن من الذهاب إلى الحدود بعد فشلها في صعود القطار بسبب تدافع الحشود البشرية التي تحاول النجاة بحياتها، موضحة أنها مضطرة إلى المكوث في غرفتها إلى أن تهدأ الأوضاع. وأكدت سكينة أنها تعيش في حالة من القلق والخوف منذ بدء القصف، قائلة " عائلتي قلقة وخائفة جدا، وتتصل بي طيلة الوقت لتسأل عن الوضع هنا". وكانت السفارة المغربية بأوكرانيا، قد أعلنت عن نقط العبور الحدودية المفتوحة في وجه المواطنين المغاربة الوافدين من أوكرانيا، وذلك بتعاون مع السفارات المغربية بالدول المجاورة وتنسيقها مع سلطات رومانيا وهنغاريا وسلوفاكيا وبولونيا. كما دعت السفارة إلى التواصل مع خلية الأزمة بمقر وزارة الشؤون الخارجية، والتعاون الإفريقي، والمغاربة المقيمين بالخارج، ووضعت مجموعة من الأرقام التي تخص المنافذ الحدودية المعنية بالأمر. وقد أعلنت الخطوط الملكية المغربية، أول أمس الأحد، عن تنظيم رحلات استثنائية، بتنسيق مع السلطات المغربية، لفائدة الجالية المغربية المقيمة في أوكرانيا، ابتداء من يوم الأربعاء 2 مارس، في سعر تم تحديده في 750 درهما شاملا للضريبة.