أكد البروفيسور سعيد المتوكل، طبيب مختص في الإنعاش وعضو اللجنة العلمية لتدبير الجائحة، أن جميع المؤشرات الوبائية تحسنت وتبين أننا اقتربنا من الخروج من هذه الموجة، حيث إن مؤشر إيجابية التحاليل تراجعت إلى ما بين 10 و11 في المائة وانخفاض مؤشر التوالد إلى 0.85 مع مواصلة المنحنى التنازلي لعدد الإصابات الإيجابية اليومية. وأضاف البروفيسور المتوكل، في تصريح ل»الصحراء المغربية» أن المشكل يبقى في عدد الوفيات الذي مازال مرتفعا نسبيا، وذلك بسبب الفارق الزمني بين الإصابة بالفيروس ودخول أقسام الإنعاش للاستشفاء والذي يتطلب بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، فضلا عن تراكم عدد الحالات الحرجة. وأفاد عضو اللجنة العلمية لتدبير الجائحة أن اعتماد جواز التلقيح من قبل الإدارات والمؤسسات العمومية والخاصة، يهدف إلى تشجيع المواطنين على التلقيح، علما أن هذا الإجراء أصبح معمولا به في جميع الدول حتى الديمقراطية منها، فضلا عن أن بلادنا ستخرج من موجة فيروس «أوميكرون» وهذا يقتضي الحفاظ على المكتسبات، التي تحققت حتى الآن، موضحا أن الأشخاص الذين فقدوا حياتهم بسبب الإصابة بالفيروس خلال هذه الموجة 83 في المائة منهم كانوا غير ملحقين بشكل كامل، خصوصا بالنسبة للحقنة الثالثة المعززة. وأردف المتحدث ذاته قائلا «ننتظر خلال فصل الربيع المقبل أن يكون موعدا لانتهاء الجائحة، وهذا لا يعني القضاء على المرض نهائيا، بل يعني أن هذا المرض لن تبقى له انعكاسات صحية كبيرة على المصابين، حيث سيخف معدل الإماتة والمَمْرضة ولن تبقى له أيضا انعكاسات اجتماعية واقتصادية ونفسية»، مضيفا أننا سنخرج من هذه المرحلة وهذا يتطلب أن تكون لدينا مناعة قوية بالتلقيح بالحقنة الثالثة لتفادي وقوع انتكاسة أخرى، لأن هذا الفيروس يمكن أن يفاجئنا في أي لحظة، كما أن المتحورات يمكنها أن تخلق بعض المشاكل، «وبالتالي يجب أن نتعايش مع الفيروس وأن نحافظ على كل ما هو ناجع في محاربته، ومنها التقيد بالتدابير الاحترازية والوقائية والتلقيح وأخذ البروتكول العلاجي بشكل مستعجل في حالة الإصابة». وحول إمكانية ظهور بعض المتحورات المتفرعة عن «أوميكرون»، أوضح البروفيسور المتوكل، أن هذه المتحورات التي ظهرت في الدانمارك مثل المتحور «BA2» مشابهة لفيروس «أوميكرون» من حيث أعراضه وهو أيضا سريع الانتشار ومن السلالة نفسها ولن يشكل خطورة كبيرة لأن له الخصائص نفسها، مشيرا إلى أن هذا المتحور يتكون من حوالي 40 طفرة، وحين تكون الطفرات كثيرة تكون شراسة الفيروس أقل، وهذا يلاحظ من خلال نسبة الإماتة في المغرب التي كانت ضعيفة خلال هذه الموجة (في حدود 0.3 في المائة) ويمكن أن ترتفع نسبيا في الأيام المقبلة للأسباب المذكورة.