مع ظهور أول حالة للإصابة بمتحور "أوميكرون" في المغرب، وتزايد الأصوات الداعية إلى الاقبال على التلقيح تتصدرها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية والمختصين في الشأن الصحي، عاد ليلوح في الأفق احتمال انتقال المغرب إلى مرحلة تطعيم الأطفال فئة من 5 سنوات إلى 11 سنة. وفي الوقت الذي انتقلت فيه عدد من الدول الأجنبية إلى مرحلة تطعيم الأطفال في مسعى لتحقيق "المناعة الجماعية"، مازال الحديث عن هذا الموضوع بالمغرب لم يطرح بعد، أو ليس على أجندة اللجنة العلمية المكلفة الاستراتيجية الوطنية لمكافحة جائحة كورونا. وفي هذا الصدد، أكد البروفيسور سعيد متوكل، طبيب مختص في الإنعاش، وعضو اللجنة العلمية لتدبير جائحة كوفيد 19، أن البرنامج الوطني لتلقيح الأطفال من 5 سنوات إلى 11 سنة سيخضع للتغيير إذا تطلب الوضع الوبائي ذلك، خاصة أن غالبية الدول تقوم حاليا بتلقيح الأطفال فئة من 5 سنوات إلى 11 سنة. وأوضح البروفيسور متوكل أنه منذ ظهور وباء فيروس كورونا "كوفيد 19"، والمتحورات الأخرى كان الأطفال الأقل عرضة للإصابة به، وحتى من أصيبوا بالمرض كانوا أقل تأثرا من الراشدين باستثناء عدد قليل من الحالات التي أصيبت بمرض "كاوازاكي". وبالمقابل كشف المتحدث أن هذا المعطى تغير بشكل تام مع ظهور المتحورات الجديدة للفيروس خاصة دلتا، مذكرا بأنه خلال انتشار موجة متحور "دلتا"، فقد المغرب ما مجموعه 35 طفلا منذ بداية الجائحة 19 طفلا منهم في شهر غشت الأخير، وهي الملاحظة التي سجلتها عدد من الدول في جميع أنحاء العالم، يضيف الدكتور. وأبرز عضو اللجنة العلمية لتدبير جائحة كوفيد 19، أن بعض شركات الأدوية طورت بعض اللقاحات معظمها للأطفال من عمر ال 5 سنوات، إلا أنها لم تحظ بإجماع كل الدول خاصة بريطانيا. وشدد متوكل على وجوب تطعيم الأطفال من 5 سنوات إلى 11 سنة لأن ذلك من شأنه أن يعزز لهم الحماية ويقلل من إمكانية حملهم للفيروس وخطر نقل المرض إلى محطيهم الأسري والمدرسي، وذلك على غرار القرار الذي اتخذه المغرب بتلقيح الأطفال والمراهقين من 12 إلى 17 سنة، موضحا بالقول إنه رغم أن الأطفال يقدمون نماذج ثانوية في إمكانية نقل المرض إلى أنه يمكنهم نقله إلى البيئة المدرسية وإلى ذويهم. من جانبه، وجوابا على هذا الاحتمال وإمكانية الانتقال إلى مرحلة تلقيح الأطفال ما بين 5 سنوات و11 سنة، عزز البروفيسور جعفر هيكل، عالم الأوبئة والمتخصص في الأمراض المعدية، هذا المقترح، قائلا "بالطبع هي استراتيجية يجب تنفيذها ومرحلة سنصل إليها سواء في القريب العاجل أو فيما بعد، لكن اليوم، الأولوية تتمثل في التأكد، أولا وقبل كل شيء، أن أكبر عدد ممكن من المواطنين قد تلقوا بالفعل الجرعتين الأولى والثانية من اللقاحات المضادة لفيروس كوفيد 19، وأن الأشخاص المعرضين للخطر خاصة الموجودين في الخطوط الأمامية لمواجهة الجائحة تلقوا ويتلقون أيضا الجرعة المعززة (الجرعة الثالثة)".