انتقل المغرب إلى المرحلة الأخيرة من الحملة الوطنية للتلقيح ضد وباء كورونا، بعد تحديد تاريخ الواحد والثلاثين من شهر غشت الجاري موعدا للشروع في تطعيم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 12 و17 سنة. وتهدف الجهات الصحية المسؤولة إلى رفع المناعة الجماعية للمواطنين إلى أعلى مستوياتها، قصد تقليص حدة الآثار الصحية السلبية في حالة انتشار الفيروس من جديد خلال المستقبل القريب. وسطر خبراء اللجنة العلمية والتقنية ل"كوفيد-19′′ مجموعة من التوصيات لمواجهة أي متغيرات أو تحولات قد تشهدها الحالة الوبائية بالمغرب، معتمدين في ذلك على عدد من الاحتمالات العلمية التي انصبت على دراسة تطور الحالة الوبائية منذ بداية الجائحة في المغرب وباقي دول العالم. ووفق ما صرح به عضو اللجنة العلمية والتقنية ل"كوفيد-19′′ البروفيسور سعيد المتوكل، فإن "الاحتمالات العلمية التي تم تدارسها لا تستبعد عودة انتشار الفيروس خلال الفترة القادمة"، مؤكدا أن "دول العالم بدون استثناء وضعت مخططات من أجل مجابهة أي طفرة محتملة في هذا الإطار، والمغرب من بين هذه البلدان بطبيعة الحال". وقال البروفيسور المتوكل، في تصريح لهسبريس، إن الحديث عن احتمالات تسجيل طفرة جديدة لأحد متحورات فيروس كورونا، "لا يعني أنها ستقع، لكن الحذر واجب في هذا الاتجاه، وبطبيعة الحال هذا ما يفسر تصميم المغرب وسيره قدما في تلقيح أكبر نسبة من مواطنيه من أجل بلوغ ضفة المناعة الجماعية". وتابع المتحدث قائلا: "بالنسبة للوضع الحالي، نجد أن المغرب بدأ يخرج من مرحلة ذروة تفشي متحور دلتا، بعد تراجع حالات الإصابة التي سجلت أعدادا غير مسبوقة لامست سقف 13 ألف إصابة يوميا، إلى جانب تراجع الحالات الخطرة والحرجة التي تستدعي عناية طبية مركزة، وتراجع حالات الوفيات اليومية". واعتبر البروفيسور سعيد المتوكل أن المغرب نجح إلى حد بعيد في تدبير أزمة تفشي فيروس كورونا، من خلال التركيز على تحقيق المناعة الجماعية التي أتاحتها سرعة المملكة في الحصول على اللقاحات بكميات مكنت من الشروع حاليا في تلقيح الفئات العمرية الصغيرة.