في الوقت الذي يجري الحديث حول تطعيم أشخاص بالجرعة الرابعة في بعض الدول مثل الصين وأمريكا، أثير النقاش أيضا من جديد عن إمكانية تطعيم الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و11 سنة بلقاح فايزر المضاد لفيروس كورونا. وفي هذا السياق، أكد البروفيسور سعيد المتوكل، طبيب مختص في الإنعاش وعضو اللجنة العلمية لتدبير الجائحة، ل «الصحراء المغربية»، أنه بالنسبة للأطفال، لم يكن مرض كوفيد إبان ظهوره بشكله الأصلي يشكل أية خطورة على الأطفال، لكن يضيف مع ظهور المتحورات للفيروس خصوصا المتحور «دلتا»، أصيب الكثير من الأطفال من جميع فئاتهم بالمرض ونقلوا العدوى إلى رفاقهم وذويهم. وأضاف المتوكل لقد عرف المغرب إبان شهر غشت من السنة الحالية فقدان أكثر من عشرين طفلا، مؤكدا في هذا السياق، أن العالم شهد الشيء نفسه، إذ اتجهت دراسات حول تلقيح الأطفال وأبانت عن جدواها. ولهذا يقول متحدثنا، اتخذت السلطات الصحية قرار تلقيح الأطفال من 12 سنة إلى 17 سنة بالمغرب، مشيرا إلى أن الصين أصبحت تلقح الأطفال من سن 3 سنوات إلى 17 سنة، بينما السلطات الصحية بأمريكا تنتظر اعتماد تلقيح الأطفال من سن 5 سنوات إلى 17 سنة. وأكد عضو اللجنة العلمية لكوفيد، أنه يمكن أن يعم هذا الإجراء جميع دول العالم في المستقبل، لأن الدراسات السريرية تسير في هذا الاتجاه. يشار إلى أنه في خطوة تمهد الطريق أمام تلقيح حوالي 28 مليون طفل في الولاياتالمتحدة في وقت قريب، صوت خبراء أمريكيون، الثلاثاء الماضي، لصالح تلقي الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و11 عاما لقاح فايزر المضاد لفيروس كورونا، وسجلت في صفوف هذه الفئة العمرية أكثر من 1,9 مليون إصابة بكوفيد-19 منذ بدء تفشي الوباء في الولاياتالمتحدة، وأدخلت أكثر من 8300 حالة من بينها إلى المستشفى وتوفي قرابة مائة طفل. وكانت شركتا فايزر وبيونتك، أكدتا، أن لقاحيهما للوقاية من مرض كوفيد-19 حققا استجابة مناعية قوية للأطفال بين 5 أعوام و11 عاما، وإنهما تخططان لطلب الحصول على ترخيص لاستخدامه في تلك الفئة العمرية بالولاياتالمتحدة وأوروبا ومناطق أخرى في أقرب وقت ممكن. وذكرت الشركتان أن اللقاح حفز استجابة مناعية في الفئة العمرية 5-11 عاما في المرحلتين الثانية والثالثة من تجربتهما، تكافئ المناعة التي تحققت في الفئة العمرية 16-25 عاما. يشار إلى أن ألبرت بورلا، الرئيس التنفيذي لفايزر، قال في بيان صحفي إنه «منذ يوليوز، زادت حالات إصابة الأطفال بكوفيد-19 بنحو 240 في المائة في الولاياتالمتحدة، وهو ما يسلط الضوء على الحاجة الصحية العامة للتطعيم».