انتعشت الآمال في التوصل إلى علاج للمرض الذي يسببه فيروس كوفيد-19 عقب إعلان شركة "مودرنا" (Moderna) الأميركية عن لقاح فعال بنسبة 94.5%. وفي غشت الماضي، وعدت شركة "مودرنا" بتزويد الولاياتالمتحدة ب100 مليون جرعة، ووقعت الشركة اتفاقا مع دول -بينها قطر وكندا واليابان وبريطانيا- لتزويدها بملايين الجرعات من لقاحها المرتقب. أما شركة "فايزر" فأطلقت برنامجا لتوزيع لقاحها المرتقب في 4 ولايات أميركية، بينها تينيسي وتكساس، في وقت يعد فيه المسؤولون في إدارة الرئيس دونالد ترامب ببدء حملات التلقيح فور توفر اللقاحات. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن 42 لقاحا مرشحا تخضع لتجارب سريرية حالية. وأعلن المدير العام لمجموعة "فايزر" للأدوية ألبرت بورلا أن المجموعة ستقدّم "قريبًا جدا" طلبا للحصول على ترخيص بتسويق لقاحها المضادّ لكوفيد-19 في الولاياتالمتحدة، مما سيتيح -إذا سارت الأمور على ما يرام- بدء عمليات التطعيم خلال دجنبر المقبل. وقال بورلا -خلال مؤتمر نظّمه موقع "ستاتنيوز"- "نحن قريبون جدًّا من تقديم طلب ترخيص طارئ". ولم يؤكّد المدير العام "لفايزر" أو ينفِ إذا كان تقديم الطلب سيتمّ هذا الأسبوع، علمًا أنه قال سابقا إن الطلب سيقدّم على الأرجح في الأسبوع الثالث من نونبر الجاري. وقال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية إن بلاده في الخطوط الأولى لبدء توزيع لقاح ضد الفيروس اعتبارا من يناير المقبل، بعد الحصول على التصاريح اللازمة، مشيرا إلى أنه تم تخصيص 1.5 مليار يورو لعمليات التلقيح خلال العام المقبل. وفي بلجيكا، أعلنت الحكومة نيتها تلقيح 70% من السكان على الأقل، أي 8 ملايين شخص، وضمان مجانيته لكل مواطن. وفي موسكو، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الهند والصين قد تبدآن إنتاج اللقاح الروسي "سبوتنيك-في" (Sputnik V)، داعيا دول مجموعة "بريكس" للدول النامية لإنتاج اللقاحين اللذين قالت موسكو إنها طورتهما. وأظهرت نتائج التجارب الأولية اليوم الأربعاء أن لقاح "سينوفاك بيوتيك" التجريبي للوقاية من كوفيد-19 استجابة مناعية سريعة، لكن مستوى الأجسام المضادة الذي أنتجها كانت أقل من مستواها لدى المتعافين من المرض. وفي حين أن التجارب المبكرة إلى المتوسطة لم تكن تستهدف تقييم فعالية اللقاح الذي يطلق عليه اسم "كورونافاك"، قال الباحثون إنه قد يوفر حماية كافية بناء على خبرتهم مع اللقاحات الأخرى وبيانات الدراسات قبل السريرية على قرود المكاك. و في المغرب ، قال رئيس الحكومة سعد الدين العثماني ، أن المغرب طلب لقاحين للوقاية من كوفيد-19 في المرحلة الثالثة للتجارب السريرية. وأضاف العثماني -في مقابلة مع رويترز- أن المغرب يجري أيضا محادثات مع شركات أخرى تطور لقاحات. وقال العثماني إن المغرب يتوقع الموافقة على اللقاح الذي تطوره شركة "سينوفارم" الصينية أولا، وتخطط لبدء طرحه الشهر المقبل. كما طلب المغرب اللقاح من شركة "أسترا زينيكا" التي تجري أيضا المرحلة الثالثة للتجارب السريرية، ويجري محادثات مع شركة "فايزر" التي سجلت بياناتها الأولية نتائج قوية. وقال العثماني "نتمنى أن نحصل على الكمية الكافية من اللقاح من 3 أو 4 شركات". من دون أن يذكر التكلفة المتوقعة للبرنامج. وتابع "تلقيح جميع المغاربة سيستغرق على الأقل 3 أشهر". من جانبه، طالب الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش قادة دول مجموعة العشرين بإقرار إجراءات جريئة وطموحة لمواجهة جائحة كوفيد-19 وتداعياتها، لا سيما على الدول الفقيرة. ومن المقرر أن يجتمع قادة العشرين في نهاية هذا الأسبوع في قمة افتراضية تستضيفها السعودية. وقال غوتيريش إن "مجموعة العشرين تعترف بأن هناك حاجة إلى مزيد من تخفيف الديون. الآن ينبغي على مجموعة العشرين أن تظهر قدرًا أكبر من الطموح، وأن تقرّ تدابير أكثر جرأة لتمكين البلدان النامية من مواجهة الأزمة بفعالية، والحيلولة دون أن يتحوّل الركود العالمي إلى كساد عالمي". وأضاف الأمين العام في رسالته أنه "في الوقت الذي نتصدّى فيه لهذه الجائحة غير المسبوقة، يحتاج العالم أكثر من أي وقت مضى إلى قيادة غير مسبوقة تكون موحّدة في سعيها للاستجابة للأزمة والتعافي بشكل أفضل". وشدّد غوتيريش على وجوب أن تمثّل "الجائحة جرس إنذار لجميع القادة؛ فالانقسام يعني تعريض الجميع للخطر، والوقاية تعني توفير أموال وإنقاذ أرواح".