قال البروفيسور سعيد المتوكل، طبيب مختص في الإنعاش وعضو اللجنة العلمية لتدبير الجائحة، إن "الوضعية الوبائية في المغرب تتميز بارتفاع عدد الحالات المؤكدة بشكل يومي وأيضا عدد الحالات الأسبوعية ومؤشر إيجابية التحاليل اليومية التي تسفر عن الحالات المؤكدة والذي أصبح يفوق 1.5 في المائة، لكن بالمقابل لم نسجل ضغطا كبيرا على المنظومة الصحية". وأضاف البروفيسور المتوكل، في تصريح ل"الصحراء المغربية"، أن المتحور "دلتا" كان هو المهيمن حتى الآن في المغرب، لكن بعد ظهور المتحور "أوميكرون" وتسجيل 28 حالة مؤكدة و46 حالة محتملة لازالت التحاليل جارية بشأنها، هذا الأخير قد يصبح مهيمنا خلال الأيام المقبلة وقد ندخل في موجة جديدة كبيرة لا قدر الله، لأن المتحور "أوميكرون" سريع الانتشار، "فعلى سبيل المثال سجلت بريطانيا في البداية قبل حوالي ثلاثة أسابيع حالات قليلة لكنها حاليا أصبحت تسجل آلاف الحالات". وأوضح عضو اللجنة العلمية، أنه حتى وإن كانت الحالات خفيفة ومتوسطة إلا أن ذلك يقلق المنظومة الصحية، لأنه حين يكثر العدد تكثر الحالات الحرجة، كما أن هذا المتحور الجديد يصيب اليافعين والأفراد والشباب، خصوصا غير الملقحين، وأيضا الملقحين، لكن هؤلاء ستكون لديهم حصانة لمواجهة هذا الفيروس. وأضاف المتحدث ذاته، أنه في المغرب هناك إرهاصات موجة جديدة، لا قدر الله، وهو ما يجب الانتباه إليه والمحافظة على المكتسبات المحققة حتى الآن بالرجوع إلى الالتزام بالتدابير الاحترازية والوقائية من خلال ارتداء الكمامة بشكل سليم واحترام التباعد الاجتماعي وغسل اليدين بالماء والصابون أو المحلول المعقم، والانخراط الكبير في عملية التلقيح سواء بالنسبة للحقنة الأولى أو الثانية وخصوصا الثالثة المعززة التي ستساعدنا في تجاوز الموجة الجديدة في حال وقعت في المغرب. وفي ظل الوضعية الوبائية الحالية، أكد البروفيسور المتوكل على أن هناك مسؤولية جماعية وفردية للتصدي لانتشار هذا المتحور الجديد بالتقيد بالتدابير الاحترازية والوقائية المذكورة، والتلقيح لأن التراخي والعزوف عن التلقيح أصبح لا مبرر له، إذ أن غير الملقح يمكنه أن ينقل الفيروس للمحيطين به، مضيفا، هناك أيضا دور السلطات في تشديد المراقبة للحفاظ على التدابير الاحترازية والوقائية وتطبيق ما هو متعلق ب"الجواز الصحي" لتشجيع المواطنين وتحفيزهم على التلقيح، لأن اللقاح آمن، لكن غير الآمن هو الفيروس والمتحورات. وأفاد البروفيسور المتوكل أنه حين يكون الاختلاط كبيرا، كما وقع في أوروبا، وعدم التقيد بالإجراءات الاحترازية والوقائية والتحفيف الكبير منها جعل هذه الأخيرة تعيش انتكاسة كبيرة، مما يدعو إلى العودة إلى حياة شبه طبيعية، لكن مع الوعي بأن الفيروس والمتحورات لا زالت تعيش معنا وقد تصيبنا في أي وقت. وأكد المتحدث ذاته أن ارتداء الكمامة وغسل اليدين بالماء والصابون يساهم في الحد من انتشار الفيروسات كيفما كانت بنسبة 90 في المائة خصوصا المتحور الجديد، كما أنه بالتلقيح وأخذ الحقنة المعززة تكون لدينا حصانة مناعية، "أما الآثار الجانبية التي كثر الحديث عنها غير موجودة، حيث إن حوالي 4000 شخص يلقحون يوميا في المغرب ولم تسجل أية مشكلة". وأكد البروفيسور المتوكل أن الأشخاص المسنين غير الملقحين أو الذين لديهم أمراض مزمنة يكونون محفوفين بالكثير من المخاطر بسبب هذا الفيروس، ما يستدعي أخذ الحقنة الثالثة للحد من انتشار الفيروس ومن الآثار الجانبية ومن الأخطار المحتملة.