شدد الدكتور عبد الحفيظ ولعلو، اختصاصي في العلوم البيولوجية والوبائية، على ضرورة التعجيل باتخاذ إجراءات أكثر صرامة من أجل التصدي لتفشي المتحور «أوميكرون» في المغرب بعد تسجيل أول حالة بالدار البيضاء، خاصة في ظل التراخي المسجل على مستوى التدابير الاحترازية والوقائية، التي لم تعد تحترم في الفضاءات العمومية والإدارات والمقاولات والأسواق والبرلمان وفي معظم الأماكن الأخرى، كما أننا مقبلون على احتفالات نهاية السنة التي يكثر فيها السفر بين المدن وغيرها. وأكد الدكتور ولعلو، في تصريح ل»الصحراء المغربية» على التسريع بعملية التلقيح من أجل بلوغ المناعة الجماعية لأننا لازلنا بعيدين عنها، حيث لم تتعد 67 في المائة، لأن هناك ضعفا في وتيرة التلقيح حيث لم نعد نتجاوز 50 ألفا في الوقت الذي كان العدد يصل إلى 500 ألف ملقح، وهذا نتيجة الإشاعات المغرضة حول اللقاح، مذكرا أن هذا الفيروس يشكل خطرا على غير الملقحين في حالة الإصابة حيث يمكنهم الوصول إلى الإنعاش، لأن اللقاح يحمي من الحالات الخطيرة والحرجة. وأشار الاختصاصي في العلوم البيولوجية والوبائية، إلى أن عددا من الدول الأوروبية سبقتنا من حيث تكاثر المتحور «أوميكرون»، المعروف بسرعة الانتشار، وهو يشكل خطرا على مستوى انتقال العدوى، ويمكن في ظل هذا التراخي وقوع موجة ثالثة، لا قدر الله، مؤكدا أن هذه الدول الأوروبية التي انتشر فيها المتحور «أوميكرون» تواجه ضغطا رغم أنها تتوفر على منظومة صحية قوية وعلى عدد مهم من أسرة الإنعاش، عكس المغرب فهو يتوفر على عدد أسرة محدود وعجز في الموارد البشرية لا يمكنها احتمال موجة ثالثة لهذا المتحور الجديد. وشدد المتحدث ذاته، على ضرورة العودة إلى التقيد بالتدابير الاحترازية والوقائية، ممثلة في ارتداء الكمامة واحترام التباعد الاجتماعي وغسل اليدين بالماء والصابون أو استعمال المعقم، والإسراع إلى التلقيح بالنسبة لغير الملقحين وبالنسبة للملقحين للذين لم يأخذوا الجرعة الثالثة المعززة.
وفي هذا الصدد، أشار الدكتور ولعلو إلى أن الدول التي انتشر فيها المتحور «أوميكورن» مثل بريطانيا والولايات المتحدةالأمريكية وروسيا اتخذت إجراءات أكثر صرامة، ومنها من عادت إلى جعل جواز التلقيح إجباري لولوج الفضاءات العمومية والخاصة، واللجوء إلى الحجر الصحي في بعض المدن مثل النمسا وكندا وألمانيا التي اتخذت إجراءات صارمة نظرا لارتفاعا حالات الإصابة بهذا المتحور الجديد. وأكد الدكتور ولعلو، أنه في المغرب يجب على وزارة الصحة والحكومة المرور إلى إجراءات أكثر صرامة في الأيام المقبلة تزامنا مع احتفالات نهاية السنة، خاصة إذا تطورت الوضعية الوبائية خلال الأسبوعين المقبلين للحد من انتشار الفيروس، لأن «أوميكرون» أكثر انتشارا من «دلتا بليس» خاصة بين الشباب غير الملقح، مشيرا إلى أن الناس أصبحوا يعيشون حياة عادية وكأن الفيروس لم يعد موجودا وهذا غير مقبول، لأن المتحور الجديد يمكن في ظل هذا التراخي أن يخلق المفاجأة. وذكر الدكتور ولعلو، أن الإجراءات الاستباقية التي جلالة الملك منذ بداية ظهور الوباء هي التي أدت إلى تحقيق كل المكتسبات التي شهدتها بلادنا، «وبالتالي يجب أن نحافظ على هذه المكتسبات بالتقيد بالتدابير الاحترازية والوقائية والتلقيح، مؤكدا أنه يجب على الجميع تحمل المسؤولية الفردية والجماعية حفاظا على الصحة العامة في المغرب، لأن الوباء حصد حتى الآن الكثير من الأرواح.