أفاد الدكتور عبد الحفيظ ولعلو، اختصاصي في العلوم البيولوجية والوبائية، أن المغرب لم يسجل حتى الآن أي حالة إصابة للمتحور الجديد" دلتا بلس"، وأنه اتخذ احتياطات استباقية بهذا الخصوص تمثلت في تعليق رحلاته الجوية مع الدول التي ظهر في هذا المتحور الجديد، موضحا أنه ليس بالضرورة أن يأتينا هذا المتحور الجديد من الخارج إذ يمكن لفيروس كرورنا في المغرب أن يتحول محليا، لأنه فيروس مستجد، ودائما يفاجئ بظهور متحورات جديدة مثل "ألفا" و"دلتا" وغيرها. وأكد الدكتور ولعلو، في تصريح ل"الصحراء المغربية" أن هناك موجة خطيرة للمتحور الجديد "دلتا بلس" الذي ظهر في بريطانيا وفي عدد من الدول الأوروبية، خاصة في أوروبا الشرقية وروسيا وألمانيا وهولندا، وحتى في أمريكا اللاتينية. وتتجلى خطورة المتحور الجديد "دلتا بلس"، حسب الدكتور ولعلو، في الأعداد الكبيرة المسجلة في حالات الإصابة المؤكدة وعدد الوفيات بشكل يومي وأيضا الحالات التي توجد في أقسام الإنعاش، إذ إنه، على سبيل المثال، في روسيا يتم تسجيل 1200 وفاة وأكثر من 40 ألف إصابة جديدة يوميا، والشيء نفسه في بريطانيا وألمانيا، وهو ما جعل المغرب يعلق رحلاته الجوية معها ومع وهولندا، كما ينتظر أن يتخذ إجراءات استباقية أخرى إذا استمر هذا المتحور في الانتشار. وأضاف المتحدث ذاته، أن الأبحاث مازالت جارية في المختبرات الدولية حول المتحور الجديد "دلتا بليس" وهي التي ستحدد بدقة خصائصه ومدى خطورته مقارنة بالمتحور "دلتا"، مشددا على أنه في ظل الوضعية الوبائية الحالية في عدد من الدول، يجب اتخاذ الحيطة والحذر لأن هذا الفيروس جديد. وحول مدى فعالية اللقاحات اتجاه هذا المتحور الجديد، أوضح الدكتور ولعو، أنه حتى الآن جميع اللقاحات المستعملة على الصعيد العالمي لم تسجل أية مشكلة على مستوى الفعالية ضد هذه المتحورات، وأن هذه اللقاحات لها فعالية بالنسبة للمتحور الجديد "دلتا بلس" في انتظار نتائج الأبحاث والتجارب العلمية التي تجرى حاليا في عدة مختبرات دولية حوله. وأضاف الاختصاصي في العلوم البيولوجية والوبائية، أنه في ظل الحالة الوبائية الخطيرة المسجلة في بعض الدول بسبب هذا المتحور الجديد، تتواصل حملة التلقيح بجميع الدول إلى جانب الجرعة الثالثة المعززة لمواجهة هذا المتحور الجديد في حال ثبت علميا أنه أخطر من المتحور "دلتا" أو أنه يقلل من فعالية اللقاحات، لأنه لحد الآن لم يتم التأكد من مدى خطورته مقارنة بالمتحور "دلتا" رغم أن الموجة الوبائية بالدول التي ظهر فيها هذا المتحور الجديد أخطر بكثير من الموجات السابقة. وأضاف المتحدث ذاته، أنه في المغرب يجب اتخاذ كل التدابير الاستباقية للتصدي لهذا الفيروس، من بينها بلوغ المناعة الجماعية في أقرب وقت ممكن، مشددا في الوقت ذاته، على ضرورة التقيد بالتدابير الاحترازية والوقائية واحترام التباعد الجسدي وارتداء الكمامة خاصة في ظل التراخي الذي أصبحنا نسجله بهذا الخصوص، والاستمرار في الحملة الوطنية للتلقيح لغير الملقحين والجرعة الثالثة للذين أخذو الحقنتين الأولى والثانية. وذكر الدكتور ولعلو، أن المغرب، شهد موجة ثالثة في غشت الماضي، حيث وصلنا إلى أزيد من 235 ألف إصابة جديدة فضلا عن الوفيات، "لكن خرجنا من هذه الموجة والآن نحن في وضعية وبائية في منحى انخفاض ومشجعة على الاستمرار في الحملة الوطنية للتقيح".