قال الدكتور الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، إن «المتحور الجديد «مو» الذي ظهر في كولومبيا ليس مصدر قلق لحد الآن بالنسبة لبلادنا أو باقي دول العالم، حسب المعطيات العلمية المتوفرة لدينا رغم قلتها أو رأي عدد من الخبراء الدوليين متتبعي هذه السلالات، لكن يجب أن يظل تحت المراقبة والتتبع». وأضاف الدكتور حمضي، في تصريح ل»الصحراء المغربية»، أنه يمكن لبعض السلالات الأخرى التي أن تكون مصدر قلق منذ البداية، لكن بالنسبة لهذا المتحور الجديد فهو ليس مصدر قلق. وأوضح الطبيب والباحث في النظم الصحية أن منظمة الصحة العالمية أطلقت عليه «مو» لأنه في البداية كانت السلالات الأصلية تسمى حسب الدول (ووهان، البريطاني، الجنوب الافريقي البرازيلي) لكن الآن أصبحت تطلق عليها أسماء بالأبجدية الإغريقية مثل «دلتا»، و»كاما»، ويوطا» وغيرها، حتى لا تظل هذه المتحورات مرتبطة بأسماء الدول وتكون بمثابة وصم لها. وأفاد المتحدث ذاته أن منظمة الصحة العالمية صنفت المتحور الجديد «مو» بأنه جدير بالتتبع والاهتمام، لأنه من المحتمل أن يكون خطيرا، موضحا أن الطفرات دائما تكون موجودة لكن لا تكون بالضرورة ذات أهمية ولا تشكل خطرا، لذا لا تصنفها المنظمة على أن لها أهمية، « لكن حين تكون هناك بعض الخاصيات عند بعض الطفرات أو عند المتحور ويحتمل أن يشكل خطرا فإنها تطلق عليه متحور جدير بالاهتمام والتتبع». وأضاف الدكتور حمضي أنه في حال تأكدت بعض خاصياتها الخطيرة كالانتشار بسرعة أو خطورتها على مستوى المرض والوفيات أو أن وسائل التشخيص يصعب عليها تحديد وجوده أو يصبح اللقاح غير فعال عليه، فإنها تطلق عليه متحور مقلق. وبالنسبة للمتحور الجديد «مو»، أوضح متحدثنا، أن منظمة الصحة العالمية صنفته بأنه جدير بالتتبع والاهتمام، لأن فيه عددا من الطفرات، منها على الأقل ثلاث موجودة في «ألفا» البريطاني و»بيطا» الجنوب الافريقي، و»كاما» البرازيلي، مشيرا إلى أن منظمة الصحة العالمية والخبراء يرون أنه من المحتمل أن يكون له تأثير على اللقاحات أو ربما لا تنفع معه المناعة التي تأتي للإنسان عن طريق المرض أو اللقاح، وهذا فيه «تخوف». وأفاد الدكتور حمضي أن المتحور الجديد، لحد الآن، قليل جدا على مستوى العالم، إذ لا يتعدى حوالي حالة جديدة في كل ألف حالة لفيروس «كوفيد 19»، مبرزا أن التخوف هو من احتمال أن يقلل من فعالية اللقاحات لأنه يتكون من الطفرات الثلاث المذكورة التي تقلل مناعة اللقاحات. وأضاف متحدثنا أن الخبراء غير قلقين كثيرا بشأن هذا المتحور الجديد لأن المعطيات التي تقول باحتمال إنه يقلل من فعالية اللقاحات مبنية على بعض الدراسات الأولية في المختبر وليست دراسات واسعة في الحياة الواقعية، لذلك يقول هؤلاء الخبراء إنها ليست مصدر قلق، مشيرا إلى أن بعض الدراسات أظهرت أن المتحور «مو» ينقص فعالية اللقاحات مثل المتحور «بيطا» المعروف عنه أن اللقاحات لها فعالية عليه بنسبة 75 في المائة. وأكد الدكتور حمضي أن الشخص الملقح يمكن أن يصاب بالمتحور الجديد «مو»، لكن لحد الآن لا شيء يؤكد أن اللقاحات لا تحمي من الحالات الخطيرة والوفيات ضد هذا المتحور الجديد، موضحا أنه حتى لو نقص هذا المتحور من فعالية اللقاحات بالنسبة للأشخاص الذين قد يصابوا به فلا شيء يؤكد بالنسبة للأشخاص الملقحين أنه لن تكون هناك فعالية للقاح ضد هذا الفيروس. وجدد التأكيد، على أن المتحور «مو» ليس مصدر قلق حتى الآن وإنما مصدر اهتمام وتتبع، «وهذا يدعونا إلى التقيد بالتدابير الاحترازية والوقائية بارتداء الكمامة واحترام التباعد الجسدي والتسريع من وتيرة التلقيح للوصول إلى المناعة الجماعية، لأنه كلما قلصنا من انتشار الفيروس كلما قللنا من ظهور الطفرات، وكلما سرعنا من التلقيح كلما اقتربنا من نهاية الجائحة ولا نفسح المجال لظهور طفرات جديدة».