قال الدكتور عبد الحفيظ ولعلو، اختصاصي في العلوم البيولوجية والوبائية إن "الوضعية الوبائية مازالت مخيفة وأن الأرقام المسجلة خلال الأيام الأخيرة المتصلة بالعطلة ونهاية الأسبوع الماضي لا يمكن الاعتماد عليها مقارنة بالأيام العادية"، موضحا أن هذه الأرقام المنخفضة المسجلة بخصوص حالات الإصابة المؤكدة لا تعكس بالضرورة الوضعية الوبائية، لأن هذا التراجع مرتبط بعدد حالات الكشف عن الفيروس التي انخفضت بسبب تزامنها مع العطلة. وأكد الدكتور ولعلو، في تصريح ل"الصحراء المغربية"، أنه يجب الاعتماد على مؤشر الوفيات الذي لا يزال يسجل ارتفاعا لأنه يرتبط بالحالات التي كانت ترقد في المستشفى وبمصالح الإنعاش وتوفيت، موضحا أن مؤشر الوفيات لا يخضع لنفس الظرفية التي تخضع لها حالات الإصابة المؤكدة، "وبالتالي لا يمكن أن نستغرب إذا سجلت وزارة الصحة بداية الأسبوع الجاري ارتفاعا في عدد الإصابات، وهو ما يدعونا إلى انتظار ما ستسفر عنه نتائج هذا الأسبوع للقيام بتحليل موضوعي مطابق لعدد تحليلات الكشف عن الفيروس التي تقوم بها المختبرات الوطنية التي يكون عليها الإقبال خلال الأيام العادية عكس أيام العطل". وشدد المتحدث ذاته، على أنه لا يجب أن نغتر بالأرقام المسجلة في الأيام الأخيرة، رغم أن وزارة الصحة تتحكم في الوضعية الوبائية بفضل البرتوكول العلاجي وحملة التلقيح المتواصلة، خاصة أنه ستتم قريبا عملية تلقيح الفئة العمرية بين 12 و17 سنة، مؤكدا على ضرورة الحذر، لأن الوضعية الوبائية مازالت خطيرة، وأن الفيروس مايزال ينتشر بقوة بين الناس في ظل وجود المتحور "دلتا" الذي يصيب الأطفال والشباب والنساء الحوامل والمسنين والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، مما يستدعي التقيد بالتدابير الاحترازية والوقائية من خلال ارتداء الكمامة بشكل سليم واحترام التباعد الجسدي. وأضاف الدكتور ولعلو أنه يجب انتظار أواخر غشت الجاري والأسبوعين الأولين من شهر شتنبر المقبل لتحليل الوضعية الوبائية وتحديد إن كانت وصلت إلى الذروة أم لا. ولفت الاختصاصي في العلوم البيولوجية والوبائية، الانتباه إلى أنه في الفترة المقبلة سندخل مرحلة الخريف التي ستشهد ظهور مرض الأنفلونزا الموسمية الذي تشبه أعراضه إلى حد ما أعراض فيروس "كوفيد 19"، ويخلق مشكل في التشخيص، مشيرا في هذا الصدد، إلى أن العديد من الأشخاص يكونون حاملين للفيروس ويعتقدون أنها مجرد "نزلة برد " وبالتالي ينشرون الوباء، كما أنهم لا يذهبون إلى المستشفى إلا بعد تقدم حالتهم المرضية. ودعا الدكتور ولعلو إلى التقيد بالتدابير الاحترازية والوقائية والمشاركة في الحملة الوطنية للتلقيح ضد هذا الوباء للوصول إلى المناعة الجماعية، لأن أغلب المتوفين بهذا الفيروس غير ملقحين، الأمر الذي يحتم على الآباء والأمهات تشجيع أبنائهم على التلقيح، ومحاربة الإشاعة بهذا الخصوص.