قال البروفيسور سعيد المتوكل، طبيب مختص في الإنعاش وعضو اللجنة العلمية لتدبير الجائحة، إن «الوضعية الوبائية في المغرب تشهد حاليا منحنى تنازليا على الصعيد الوطني، بعدما كنا وصلنا إلى مرحلة الذروة، والحالات الإيجابية لفيروس كورونا تتناقص. إذ انتقلت من 8000 حالة إصابة مؤكدة مخبريا إلى حوالي 5000 أو 6000 حالة، وسُجل تراجع في عدد الإصابات بالخصوص في جهة الدارالبيضاء- سطات وجهة الرباط -سلا- القنيطرة، كما تراجع مؤشر إيجابية مجموع التحاليل اليومية، حيث انتقل من 26 في المائة إلى 22 في المائة وهو مؤشر لابأس به». وأضاف البروفيسور المتوكل في تصريح ل»الصحراء المغربية» أن المتحور «أوميكرون» هو المهيمن بنسبة تفوق 95 في المائة، فيما تتراوح نسبة الإماتة بين 30 و35 حالة في اليوم، وذلك راجع للفارق الزمني بين الإصابة ودخول مصالح الإنعاش الذي يستمر بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، موضحا أن التراكم اليومي للحالات في الإنعاش هو السبب في هذا الفارق المتمثل في انخفاض عدد الإصابات مع مواصلة الارتفاع النسبي في عدد الوفيات اليومي، لكنه عاد لأنه سينخفض خلال الأسابيع المقبلة، متوقعا أن يشهد منحنى الإصابات تنازلا بسرعة مثلما شهد في بداية الذروة تصاعدا بسرعة. وأفاد عضو اللجنة العلمية والتقنية أن فتح الحدود المغربية الذي أعلنت عنه الحكومة في 7 فبراير المقبل سيصادف المنحنى التنازلي لحالات الإصابة بالفيروس، موضحا أن المتحور «أوميكرون» السائد في معظم دول العالم متواجد في بلادنا أيضا، وبالتالي فإن الوافدين على المغرب من دول أخرى لن يشكلوا خطرا علينا خاصة أن دخولهم سيكون مصاحبا بعدد من الإجراءات الاحترازية والوقائية مثل اعتماد جواز التلقيح والتحليلات المخبرية المصاحبة التي تفيد عدم الإصابة بالفيروس. وأكد البوفيسور المتوكل أن السلطات المختصة ستضع الإجراءات الاحترازية الضرورية لتفادي وقوع انتكاسة وبائية ببلادنا، موضحا أن الحكومة أجلت فتح الحدود إلى غاية 7 فبراير المقبل من أجل أخذ الوقت الكافي للإعداد للأمور التدبيرية المصاحبة ولتعزيز إجراءات المراقبة للحفاظ على السلامة والصحة العامة. وأشار المتحدث ذاته إلى أن جميع الخبراء يجمعون على أن الجائحة ستنتهي في فصل الربيع المقبل، «لكن ذلك يقتضي الاستمرار في التقيد بالتدابير الاحترازية والوقائية حتى بعد نهاية هذه الموجة، ومواصلة عملية التلقيح خصوصا بالنسبة للحقنة الثالثة المعززة، لأن ما لاحظناه في تحليل المعطيات العلمية الوطنية أن 83 في المائة من الأشخاص الذين يتوفون بسبب الفيروس غير ملقحين بالشكل الكامل». وذكر البروفيسور المتوكل أن التلقيح كان ضحية لمواقع التواصل الاجتماعي التي جعلت الناس يتخوفون منه، علما أن التلقيح يحمي من فيروس «كوفيد -19» ومتحوراته خاصة الحقنة المعززة. وأكد المتحدث ذاته على أهمية الإسراع بالعلاج عند الطبيب المعالج أو مصالح الصحة العمومية في حال كانت هناك أعراض بادية على الشخص، واعتماد نظام حياة سليم للتحكم في عوامل الخطر، مثل أمراض السكري وارتفاع الضغط الدموي لمواجهة تداعيات هذا الفيروس الذي يجب أن نتعايش معه ونحتاط منه لأنه سيظل معنا.