أياما قبل وصول مرحلة "الذروة الكبرى"، يستمر المغرب في مراكمة أعداد المصابين بفيروس كورونا مجددا، بعدما وجدت السلطات الصحية نفسها أمام أرقام بالآلاف. وأمام الأرقام المسجلة وضعف عملية الإقبال على اللقاح، تجد وزارة الصحة صعوبات في محاصرة رقعة انتشار الفيروس التي يزيدها عامل التراخي في الالتزام بالتدابير الوقائية اتساعا. وقد عاينت جريدة هسبريس الإلكترونية إقبالا متواصلا للمواطنين المغاربة على المختبرات الخاصة بالكشف عن فيروس كورونا بمدينة الدارالبيضاء وبالعاصمة الرباط. سعيد متوكل، عضو اللجنة العلمية لمحاربة وباء كورونا، قال إن "فترة الذروة من المرتقب أن تكون في منتصف يناير الجاري"، معتبرا أن متحور "أوميكرون" يستطيع بانتشاره السريع الضغط على المنظومة الصحية. وأضاف متوكل، في تصريح لهسبريس، أن المتحورين المنتشرين حاليا في المغرب هما "دلتا" و"أوميكرون"، لكن هذا الأخير يمضي بشكل قوي نحو السيادة على مختلف تراب البلاد. وأبرز البروفيسور المغربي أن "أوميكرون" انتشر بشكل كبير في مدن الرباطوالدارالبيضاء ومراكش، مؤكدا تسجيل ارتفاع في معدل إيجابية التحاليل وحالات الإنعاش والإماتة بشكل طفيف. وأكمل متوكل بأن "حدة الذروة في المغرب لن تكون مثلما جرى في أوروبا، لكن بسبب تفاوت المنظومات الصحية ستكون مربكة"، موردا أن "منحنى الإصابات يتوقع أن يكون مرتفعا، لكن المنحنى التنازلي سيكون سريعا كذلك". وكشفت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، الخميس، تسجيل 6050 إصابة جديدة مؤكدة بفيروس "كورونا" خلال ال24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد الإجمالي للمصابين بالفيروس إلى 983.629 حالة منذ ظهور الجائحة في المغرب. سعيد عفيف، عضو اللجنة العلمية للتلقيح، قال إن الوضعية الوبائية صعبة، مشيرا إلى أن معدل الكشف الإيجابي ارتفع إلى 20 من أصل كل 100 كشف، فيما لم يتجاوز في وقت سابق حالتين عن كل 100 كشف. وأضاف عفيف، في تصريح لهسبريس، أن متحور "أوميكرون" منتشر وموجة الزكام منتشرة كذلك، وأعرب عن تأسفه لضعف الإقبال على التلقيح، خصوصا الجرعة الثالثة. وكشف عضو لجنة التلقيح بأن الإقبال على الجرعة الأولى لا يتجاوز 5000 شخص يوميا، ويتراوح العدد بين 10 و15 ألفا بالنسبة للجرعة الثانية. وخاطب عفيف المستهينين بمتحور "أوميكرون" قائلا: "الخطر كبير وقائم، ولو مس الجسم الصحي فسيكون الأمر كارثة، حيث سيتغيب الجميع ولن يجد المغاربة من يعالج أمراضهم".