بقرب تواريخ تحمل حساسية اجتماعية لدى المغاربة، يتقدمها رأس السنة الجديدة والعطلة المدرسية، تراقب السلطات الوضعية الصحية داخليا، وكل الأعين على تطورات متحور أوميكرون في بلدان العالم. وينتشر المتحور الجديد في نيويورك بشكل كبير، حيث تعدى دلتا ووصل إلى 95 في المائة من التحاليل الجينومية، لكن آخر المعطيات تفيد بأنه أقل فتكا مقارنة بمتحور دلتا. ووفق المعطيات نفسها فإن المتحور الجديد يظل قاتلا هو الآخر، باستحضار الأرقام القادمة من جنوب إفريقيا، (309 أشخاص 13 في المائة منهم ملقحون كليا). ويظل الرهان الوحيد للسلطات الصحية أمام متحور أوميكرون هو التطعيم، باستحضار رفض منظمة الصحة العالمية اعتماد "مناعة القطيع" باعتبارها فعلا "لا أخلاقيا". المستقبل غامض مصطفى الناجي، عضو اللجنة العلمية للتلقيح، أورد أن الحالة الوبائية مقلقة وتشهد ارتفاعا في المصابين ومعدل الإماتة في العالم كاملا، مشيرا إلى أن الوضع العام يوضح أن الحالات في المغرب ستزداد كذلك. وأضاف الناجي، في تصريح لجريدة هسبريس، أن "ضعف الإقبال على التلقيح مشكل حقيقي كذلك"، مقرا ببطء سير العملية، وقدرة المغرب في المقابل على استيعاب أعداد كبيرة من الملقحين الجدد. وأوضح مدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء أن "العطلة المدرسية ورأس السنة ستكونان محطتين أساسيين لمعرفة ماذا سيجري في المستقبل". وأردف الناجي بأن "هذا المستقبل يرتبط باحترام التدابير الاحترازية من كمامة وتعقيم وتباعد، أما في حالة العكس فالأمور واضحة إلى أين ستتجه"، وزاد بخصوص عمل اللجنة العلمية: "لدينا اجتماعات مقبلة". آخر المراحل سعيد متوكل، عضو اللجنة العلمية للتلقيح، قال إن "المعطيات الواردة من جنوب إفريقيا تفيد بأن المتحور يسير في منحنى تنازلي، كما أن نسبة الإماتة التي يتسبب فيها قليلة في مختلف بلدان العالم"، مشيرا إلى أن "خبراء يراهنون على أن تكون الفترة المقبلة آخر مراحل هذا المتحور". واعتبر متوكل أن "البلاد أمام بوادر دخول موجة جديدة وفقا للمعطيات اليومية"، مشيرا إلى أن "المؤشر الإيجابي لتحاليل كشف فيروس كورونا وصل إلى 3.4 في المائة، بعدما لم يتجاوز 3 في المائة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية". وأوضح المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس، أن "المغرب ينتظر تحاليل التسلسل الجيني من أجل معرفة إمكانية هيمنة المتحور الجديد على باقي المتحورات الأخرى". كما سجل متوكل أن "أعراض أوميكرون عموما خفيفة أو متوسطة"، متوقعا ألا يكون هناك ضغط كبير على أقسام الإنعاش، وألا يدخل 80 في المائة من المرضى إلى المستشفى، "لكن احتمال وقوع ضغط على المنظومة الصحية يبقى أمرا واردا".