الخبراء يدعون لمزيد من الحيطة والحذر لتجنب انتكاسة وبائية تسود مخاوف من ظهور متحور جديد ناجم عن «أوميكرون» بمسمى « BA.2 »، والذي انتشر لحدود الساعة في أزيد من 40 بلدا، ويتسم هذا المتحور الجديد بخاصية سرعة انتشاره الكبيرة، وظهور هذا الصنف الفرعي يذكر بحقيقة أن الوباء ما يزال قائما، ولا يمكن القول إنه أصبح جزءا من الماضي، مما يتطلب من المغاربة وفق مراقبين مزيدا من الحيطة والحذر.
ويدعو هؤلاء، إلى اليقظة والانخراط في عملية التلقيح واحترام التدابير الاحترازية لتجنب مفاجآت غير سارة، وبالتالي تفادي انتكاسة وبائية.
وفي هذا السياق، قال الدكتور الطيب حمضي، الطبيب والخبير في السياسات والنظم الصحية، إن الصنف «BA.2» لمتحور «أوميكرون» يتوجب، حسب المعارف والمعطيات المتاحة، أخذ المزيد من اليقظة أكثر من القلق.
وأضاف حمضي، في تصريح صحفي، أنه طالما أن الجائحة مستمرة، فإن الوسيلة الوحيدة لتجنب المفاجآت غير السارة تظل هي التلقيح، واحترام التدابير الحاجزية، مبرزا أن الصنف الفرعي «BA.2» ل»أوميكرون» ليس متحورا جديدا في حد ذاته ، ولكنه «صنف فرعي من نفس سلالة أوميكرون».
ووفق الخبيرذاته، فإن العلماء يشتبهون في كون هذا الصنف الفرعي أكثر قابلية للانتقال من «أوميكرون» الأصلي، والذي هو نفسه شديد العدوى بالفعل، ومسؤول عن هذه الموجات الكبيرة التي تضرب العديد من البلدان.
وأوضح الباحث في السياسات والنظم الصحية، بأنه تم اكتشاف هذا الصنف الفرعي لأول مرة في الصين، في 31 دجنبر، لدى رجل عائد من الهند، وهو موجود بالفعل اليوم، في أكثر من 40 دولة، بما في ذلك إسرائيل، والولايات المتحدةالأمريكية، وكندا، والدنمارك، وأستراليا، وجنوب إفريقيا، وبريطانيا، وفرنسا، مضيفا أن هذا الانتشار العالمي هو أول مؤشر على قابليته العالية للانتقال.
وبخصوص انتشار هذا الصنف الفرعي، أكد الدكتور حمضي، أنه في الدنمارك، ضاعف معدله بأكثر من الضعف في أقل من ثلاثة أسابيع؛ حيث انتقل من 20 في المائة إلى 45 في المائة من المتحورات المشخصة، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي كان يجب أن تشهد فيه الدنمارك تباطؤا لموجة «أوميكرون»، استؤنفت فجأة، وبالتأكيد، تحت تأثير الصنف الفرعي «BA.2»، معتبرا أن العلماء يعتقدون أيضا، أن استمرار الموجة في فرنسا بما يتجاوز التوقعات، ربما يكون مرتبطا بهذا الصنف.
وقال إن الملاحظات المبكرة لتطور الوضع الوبائي في الهند، التي يشتبه ظهور «BA.2» بها، وفي الدنمارك؛ حيث أصبح الصنف الأكثر انتشارا، تشير إلى أن خطورته ستكون مماثلة لخطورة «أوميكرون».
وتابع الدكتور حمضي، أنه رغم أن لا شيء مؤكد حتى الآن، فإن مقاومة اللقاحات والمناعة المكتسبة من عدوى سابقة، لن تختلف عن تلك المسجلة في حالة «أوميكرون»، مشددا على أنه إذا تأكدت المعطيات التي تقول بأن هذا الصنف الفرعي أسرع في العدوى من «أوميكرون»، فإنه سينتشر على مستوى العالم في غضون بضعة أسابيع.
واعتبر حمضي، أن ظهور هذا الصنف الفرعي يذكر بحقيقة أن الوباء ما يزال قائما، ولا يمكن القول إنه أصبح جزءا من الماضي، إلا عندما يتوقف عن الانتشار بطريقة وبائية، بفضل اليقظة واحترام التدابير الحاجزية الفردية والجماعية والتلقيح على نطاق واسع.