كشف عبد الهادي التمراني، عضو لجنة اليقظة والتتبع بعمالة إقليمشفشاون وقائد بوزارة الداخلية، أن 70 سنتميترا فقط تفصل عن الوصول إلى مكان وقوع الطفل ريان، وأن هذه العملية تجري وسط مجموعة من التعقيدات الدقيقة. وأوضح المسؤول بعمالة إقليمشفشاون أن عملية إنقاذ الطفل ريان تتم، في هذه اللحظات، بدقة عالية وحساسة، وأنه من الصعب تحديد موعد الانتهاء من الحفر وصولا إلى مكان الطفل. وقال التمراني في تصريح صحفي بعين المكان، مساء اليوم السبت، أن ما يفصل فريق الإنقاذ عن الوصول إلى الطفل واخراجه هي مسافة 70 سنتمترا إلى حدود 80 سنتيمترا الأخيرة، وأن الفريق اقترب كثيرا من قطر الثقب المائي، الذي سقط فيه الطفل ريان، وأنه لا يمكن الحفر بهذه المنطقة بطريقة عادية. وأشار التمراني إلى أن قطر الثقب المائي دقيق وضيق جدا، وأن أي محاولة لإزالة الأتربة والصخور بتلك المنطقة بواسطة آليات صلبة يمكن أن يؤدي إلى انهياره، ما سيؤدي إلى إغلاق قطر الثقب المائي وبالتالي، حسب المسؤول، سيستعصي أكثر على فريق الإنقاذ إتمام العملية. وأبرز أن فرق الوقاية المدنية سيتعاملون مع تلك المنطقة بدقة شديدة وبطء وفنية ومهنية واحترافية الأمر الذي سيتطلب بعض الوقت لإنجاز المهمة، مضيفا أن إزالة هذا القطر هو الأصعب في هذه المرحلة وتلك السنتميترات الأخيرة هي الأهم والأكثر دقة في التعامل معها. كما أكد المسؤول المحلي أن أشغال الحفر الأفقي تتواصل بشكل دقيق يدويا من طرف فريق مختص من الوقاية المدنية للوصول إلى الطفل ريان، الذي سقط في ثقب مائي غير مغطى وغير مسيج بالقرب من منزل عائلته بقرية إغران بجامعة تمروت بإقليمشفشاون منذ يوم عصر يوم الثلاثاء الماضي. وأفاد أن فرق الإنقاذ تواصل الحفر يدويا وباستعمال أدوات خاصة وبكثير من الحذر مخافة التسبب في انهيار التربة بالثقب المائي، مضيفا أن عملية الحفر بلغت مرحلة جد متقدمة وتجري بشكل حثيث وبكثير من الاحتياط لتفادي أي حادث من شأنه التأثير على جهود الإنقاذ. وتابع المتحدث أن الفريق المختص من الوقاية المدنية يعمل على إزالة الأتربة في الفجوة الأفقية بشكل تدريجي وحذر لتفادي سقوط أي أتربة أو أحجار وتوفير أقصى ضمانات الحماية للطفل ريان. وأكد المسؤول أنه سيكون أول من يخبر وسائل الإعلام بإخراج الطفل ريان، نافيا في الوقت ذاته الأنباء الواردة بخصوص تعرض الطفل ريان لإصابات بليغة أو كسور أو رضوض، قائلا إنها أخبار غير صحيحة. وطالب المسؤول من الجميع الدعاء لكون هذه المرجلة التي وصلت إليها فرق الإنقاذ دقيقة وخطيرة وأن تسري الأمور على خير لإخراج الطفل ريان سليما وحيا، مؤكدا أن خطر انجراف الأتربة أو الهدم أو سقوط الصخور مازال واردا ولابد من الحفاظ على سلامة الطفل ريان وسلامة الأطقم المكلفة بالإنقاذ التابعة لجميع الأجهزة في الخلية المكلفة بإنقاذ الطفل "خلية الأزمة". وفي انتظار الوصول إلى الطفل ريان الذي أكدت فرق الإنقاذ أنه مازال على قيد الحياة، توجد مجموعة من معدات الإغاثة وسيارة الإسعاف مجهزة والأطقم الطبية التابعة للوقاية المدنية من أجل التكفل بالطفل ريان مباشرة بعد إخراجه من الحفرة الموازية للثقب المائي الذي سقط فيه ريان ذو الخمس سنوات والتي جرى حفرها بشكل عمودي قبل التحول منذ ليلة أمس إلى الحفر بشكل افقي لاستخراج الطفل، من أجل فحص الطفل قبل نقله إلى المستشفى لتلقي الإسعافات الطبية الضرورية. وكان الطفل ريان البالغ من العمر خمس سنوات، قد سقط الثلاثاء في ثقب مائي على عمق 32 مترا. وتواصلت منذ وقوع هذا الحادث جهود الإغاثة والانقاذ على قدم وساق، ليلا ونهارا ودون توقف من أجل إنقاذه.