شارف المخرج المغربي فوزي بنسعيدي على الانتهاء من تصوير فيلمه الروائي الطويل "الصحراء" في نواحي مدينة مراكش بمساعدة فريق عالمي، وإنتاج مشترك بين فرنسا، ألمانيا، بلجيكا والمغرب، حيث استفاد عام 2018، من دعم يقدر ب 4.3 ملايين درهم من المركز السينمائي المغربي، كما حصل على منح (CNC) وصندوق الصور الفرانكوفونية وصندوق الثقافة والفنون العربية. ويرصد الفيلم، الذي استغرق تصويره 5 أسابيع، رحلة صديقين (مهدي وحميد) يسافران، بحكم عملهما، عبر مدن وقرى المغرب، لكنهما يتعرضان لموقف مفاجئ يجعلهما مطاردين عبر الصحراء. ويضم الشريط الجديد، الذي يعد خامس تجربة لبنسعيدي بعد ("وليلي" 2017، و"موت للبيع" 2011، و"يا له من عالم جميل" 2006، و"ألف شهر" 2003)، ثلة من الممثلين المغاربة من بينهم فهد بنشمسي، وهاجر كريكع... ومثل باقي أفلامه السابقة، يحرص بنسعيدي على كتابة السيناريو بنفسه، فضلا عن مشاركته في التمثيل. وفي هذا السياق قال بنسعيدي، "أنا لست منغلقا عن العمل مع سيناريست أو مؤلف آخر، ولكن في البداية هناك قصص شخصية وذاتية رافقتني لسنوات واحتاج للحديث عنها لذلك أقدم قصص أفلامي بنفسي، ومن الممكن في المستقبل أن أعمل مع سيناريست آخر أو على رواية تحكي حكايات الآخرين، لكنني مازالت في مرحلة تقديم قصص نابعة من داخلي وتاريخي وعلاقاتي".
وعن مسألة تمثيله في أشرطته السينمائية، قال بنسعيدي "عندما أمثل في الفيلم أشعر أنني أعطيه شيئا من جسدي وروحي، وتصبح علاقتي به أكثر قوة.. في البداية حينما كنت أخرج للمسرح، ولم أمثل في أي عرض من إخراجي وكنت أرى فعلا أنه من الصعب أن أمثل في عمل لي، ولكن في النهاية أدركت أنه الممكن التوفيق والموازنة بين الاثنين، حيث اكتشفت جانبا آخر إيجابيا، وهو أن تمثيلي في الفيلم يقوي علاقتي بالممثلين لأنني مخرج وفي الوقت نفسه جزء من فريق التمثيل". يشار إلى أن فوزي بنسعيدي، خريج المعهد العالي للفن الدرامي والتنشيط الثقافي والحاصل على الماجستير في المسرح من جامعة باريس، من المخرجين المغاربة الموهوبين الذين حققت أفلامهم نجاحا كبيرا وحصدت جوائز في العديد من المهرجانات العالمية، منذ بدايته الأولى مع شريط "الحافة" مرورا بالفليم الطويل "ألف شهر" وصولا إلى "يا له من عالم رائع" و"موت للبيع".