قال المخرج السينمائي المغربي فوزي بن سعيدي، إن الانفتاح على المدارس السينمائية العالمية، ساهم في تطور السينما المغربية وفي ظهور مخرجين متميزين. وأضاف بن سعيدي في حوار مع صحيفة (الأهرام) المصرية، نشرته في عددها الصادر، اليوم الأحد، أن تلقي المخرجين المغاربة لتكوين عال في السينما في الولاياتالمتحدة وفي دول أوروبية عديدة، ساعدهم على توقيع أعمال سينمائية لها "تأثير ووجود قوي"، في كبريات المهرجانات السينمائية العالمية. وأشار إلى أن انخراط الجهات الوصية على السينما في المغرب، أيضا في هذا الحراك عبر "تبني" هؤلاء المخرجين ورفع ميزانية صندوق الدعم لثلاث أضعاف القيمة السابقة، وانخراط التلفزيون من جانبه، في الإنتاج السينمائي، وكذا افتتاح مدارس للتكوين السينمائي في عدد من المدن، ساهم في "تطور السينما المغربية وظهور أعمال سينمائية متميزة". وعن اختيار فكرة شريطه الجديد "وليلي"، قال بن سعيدي إن "الأفلام تولد من الملاحظات ومن الإحساس الداخلي للمخرج"، معتبرا أن وليلي "يحمل تساؤلات جمة عن الحب والحياة سواء كانت جميلة أو رومانسية، أمام وضع اجتماعي واقتصادي صعب جدا". وسجل ان الشريط تم إنتاجه بدعم من المركز السينمائي المغربي، وقال إنه "لم تكن هناك أية ملاحظات أو رقابة عليه، حيث تم تنفيذ السيناريو ودعمه كما كتبته تماما"، مذكرا بأن "وليلي" شارك في قسم "أيام فينيسيا" في عرضه العالمي الأول، خلال الدورة 74 لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في شتنبر الماضي ، إلى جانب 12 شريطا مميزا تقدم قصصا إنسانية فريدة. وعن مسألة تمثيله في أشرطته السينمائية، قال بن سعيدي "عندما أمثل في الفيلم أشعر أنني أعطيه شيئا من جسدي وروحي، وتصبح علاقتي به أكثر قوة"، وقال " في البداية حينما كنت أخرج للمسرح، لم أمثل في أي عرض من إخراجي وكنت أرى فعلا أنه من الصعب أن أمثل في عمل لي، ولكن في النهاية أدركت أنه الممكن التوفيق والموازنة بين الاثنين، حيث اكتشفت جانبا آخر ايجابي، وهو أن تمثيلي في الفيلم يقوي علاقتي بالممثلين لأني مخرج وفي نفس الوقت جزء من فريق التمثيل". وحول طريقة اختيار مواضيع أفلامه، قال بن سعيدي، "أنا لست منغلقا عن العمل مع سيناريست أو مؤلف آخر، ولكن في البداية هناك قصص شخصية وذاتية رافقتني لسنوات واحتاج للحديث عنها لذلك أقدم قصص أفلامي بنفسي، ومن الممكن في المستقبل أن أعمل مع سيناريست أخر أو على رواية تحكي حكايات الآخرين، لكني مازالت في مرحلة تقديم قصص نابعة من داخلي وتاريخي وعلاقاتي". وبخصوص المعايير التي يتعين اتباعها من أجل تقييم جودة الأفلام في لجان التحكيم، باعتباره حظي برئاسة لجنة تحكيم الدورة ال22 لمهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف، قال بن سعيدي "إنه ينبغي أن نشاهد الأفلام بقلوبنا حتى لو كنا في لجان التحكيم، وفي مرحلة ثانية نشاهدها بعقولنا، لأنه لابد دائما أن يمر الرابط بين المشاهد والفيلم عبر الإحساس والقلب، وبعد ذلك يمكن لنا كأعضاء للجنة التحكيم أن نعمل على الشرح والتحليل والتنظير واختيار الفيلم الأفضل". ولكن، يضيف بن سعيدي "تظل خفقة القلب الأولى مهمة جدا في عالم السينما، ولا يمكن الاستغناء عنها في الحكم على أي عمل سينمائي". يشار إلى أن فوزي بن سعيدي، خريج المعهد العالي للفن الدرامي والتنشيط الثقافي والحاصل على الماجستير في المسرح من جامعة باريس، من المخرجين المغاربة الموهوبين الذين حققت أفلامهم نجاحا كبيرا وحصدت جوائز في العديد من المهرجانات العالمية، منذ بدايته الأولى مع شريط "الحافة" مرورا بالفليم الطويل "ألف شهر" وصولا إلى "يا له من عالم رائع" و"موت للبيع".