(إعداد: كوثر كريفي)- قال المخرج والممثل السينمائي فوزي بنسعيدي، الذي تم اختياره عضوا بلجنة تحكيم المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في نسخته العاشرة التي ستنظم من 3 إلى 11 دجنبر المقبل، إن هذه الدورة ستتميز بخصوصيات تنفرد بها عن الدورات السابقة. وأضاف فوزي بنسعيدي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن للدورة العاشرة لهذه التظاهرة الفنية التي تحتفل بالسينما والمبدعين، "نكهة خاصة" بالنظر إلى حجم النجوم المشاركين فيها والفقرات الجديدة التي سيتضمنها برنامجها. وفي هذا الإطار أعرب السينمائي المغربي عن سعادته لاختياره عضوا بلجنة تحكيم الدورة إلى جانب كوكبة من النجوم العالميين الذين لهم وزن في مجال الفن السابع، شاركوا في مجموعة من الأعمال الفنية وراكموا خبرات طيلة مسارهم الفني كما هو الشأن بالنسبة لرئيس لجنة التحكيم جون مالكوفيتش. وأبرز فوزي بنسعيدي الذي سبق وأن ترأس لجنة تحكيم مهرجان طنجة المتوسطي للفيلم القصير، أن اختيار الأفلام المرشحة للجوائز تبقى مهمة ممتعة بالنظر للنقاشات الصريحة والعميقة التي تجري بين أعضاء لجنة التحكيم، غير أن الحكم على الأفلام تبقى عملية صعبة لأنه ليس من السهل الإجماع على القيمة الإبداعية لعمل ما. من جهة أخرى قال فوزي بنسعيدي أنه بصدد وضع اللمسات النهائية على فيلمه الجديد "موت للبيع"، الذي تدور أحداثه من شمال المغرب إلى جنوبه، وتحديدا بين مدينتي أكاديروتطوان. ويتناول الفيلم حكاية ثلاثة أصدقاء يمارسون عمليات السطو في مدينة تطوان بيد أن الخلافات تدب بينهم على خلفيات متعددة تسرد تفاصيل حياة كل منهم وتوجهاتهم صوب المستقبل. وينتمي فوزي بنسعيدي إلى جيل المخرجين المغاربة الشباب كنبيل عيوش ونور الدين الخماري ونرجس النجار وحكيم بلعباس وليلى المراكشي، الذين برزت ملامحهم الإبداعية في منتصف التسعينات من خلال أعمال مهمة التقطت قضايا تعبر عن الجيل الجديد. وتميزت الأعمال السينمائية التي حملت توقيع المخرج فوزي بنسعيدي برصد مجموعة من اللحظات التاريخية والواقع الاجتماعي الراهن، متجاوزا بذلك النمط التقليدي السائد للإبداع كما أضفت لمسة فنية متميزة على السينما المغربية. كما طغت على أفلام هذا المخرج الرؤية الفنية الحداثية وبصمته الإخراجية اللافتة التي تتميز بحيويتها وخصائصها الجمالية الفريدة بتركيزها على التفاصيل الدقيقة وسبر أغوار الشخصيات ودراسة انفعالاتها ليقدم بذلك عملا متمردا عن كل ماهو سائد. وقد حصل المخرج والممثل فوزي بنسعيدي الذي ازداد في 1967 بمكناس على شهادة الباكالوريا في "الآداب العصرية"، ثم التحق بالمعهد العالي للفن الدرامي والتنشيط الثقافي الذي تخرج منه سنة 1990 تخصص "تشخيص". وخلال الفترة من 1993 إلى 1995 حصل على دبلوم الدراسات المعمقة في الدراسات المسرحية بجامعة باريس 3. وموازاة مع ذلك درس الفن الدرامي بالمعهد الوطني العالي للفن الدرامي بباريس. وفي سنة 1995 قام بتدريبات في المؤسسة الأوروبية لمهن الصورة والصوت في مجال كتابة السيناريو وإدارة التصوير والتوضيب. وقبل ولوج عالم السينما شارك بنسعيدي في إخراج عدد من المسرحيات منها "ييمرا" و"عصفور الليل" و"الفيل". وكان قد حصد نجاحا كبيرا بأفلامه القصيرة "الحافة"، "الحائط" و"خيط الشتا"، كما لقي فيلماه الطويلان "ألف شهر" (جائزة أفلام النظرة الأخرى في دورة 2003 من مهرجان كان) و"يا له من عالم رائع" ترحيبا كبيرا جعل المخرج من رواد الجيل الجديد للسينمائيين المغاربة. وقد عرضت أفلام بنسعيدي في كبرى مهرجانات السينما العالمية مثل (كان) بفرنسا والمهرجانات السينمائية بالقاهرة ودبي وغيرها، حيث جرى الاحتفاء بها في العديد من المناسبات لما اشتملت عليه من ابتكار والتزام بهموم شرائح إنسانية متعددة. يشار إلى أن لجنة تحكيم الدورة العاشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، التي سيرأسها السينمائي الأمريكي جون مالكوفيتش، تتكون إضافة إلى فوزي بنسعيدي، من كل من الممثلة المصرية يسرا، والممثل الإيطالي ريكاردو سكامارسيو والمنتج والسيناريست والممثل الإيرلندي كابريال بايرن وماجي شونغ الممثلة من هونغ كونغ والمنتج والمخرج والممثل المكسيكي جيل كارسيابيرنال والمخرج الفرنسي بينوا جاكوط والممثلة الأمريكية إيفا منديس.