يستمر بطء وتيرة الإقبال على التلقيح ضد (كوفيد -19) في وضع السلطات العمومية تحت ضغط اعتماد المزيد من «القرارات الصعبة» لضمان حماية حياة المواطنين والمواطنات وذلك في مواجهة أحدث تهديد للوباء الذي يؤرق العالم منذ أكثر من عامين وهو متحور «أوميكرون»، دون استبعاد استحضار أن تدفع إلى تنزيل سيناريوهات وقائية أشد إذا ما وقع أي تطور صحي. فمع تواصل تراجع استفادة الفئات المستهدفة من جرعتها الثالثة، وعدم تحقيق هدف المناعة الجماعية الذي يفصل المملكة عنه تطعيم ما يقارب 4 ملايين شخص، لم يعد مطروحا من خيارات تدبيرية للجائحة إلا التسلح بالمقيدة لبعض مظاهر الحياة الطبيعية، في توجه استباقي لتفادي حدوث انتكاسة وبائية محتملة سترجعنا خطوات للوراء في هذه المعركة التي راكم فيها المغرب مكاسب كثيرة لا يمكن التفريط فيها، وعلى رأسها حفظ أرواح الكثيرين، بعدما قادت الحنكة في التعامل مع هذه الأزمة في النجاح في جعل الحالة الوبائية مستقرة في مستوى جعل المملكة تعود للتواجد في المنطقة الخضراء، عقب الانخفاض المهم في معدلات الإصابة والوفيات بالفيروس. وذلك ما تجسد مجددا، أول أمس الخميس، إذ لم تجد السلطات بدا من تمديد تعليق الرحلات الجوية المباشرة للمسافرين من وإلى المغرب. ، الذي دخل حيز التنفيذ يوم 29 نونبر الماضي لمدة أسبوعين، إلى تاريخ لاحق. وهو إجراء وقائي يهدف بالأساس، وفق ما توفر ل»الصحراء المغربية» من معطيات، «تعطيل أكثر مدة ممكنة دخول متحور (أوميكرون) إلى المملكة»، في ما يشبه مهلة إضافية لفسح المجال أمام المتراخين والمتقاعسين والمترددين لأخذ جرعاتهم، تجنبا لتكرار مشاهد سيناريو غشت الماضي، الذي كاد يضع المنظومة الصحية على حافة الانهيار. ويأتي هذا المستجد في وقت يرصد المزيد من المؤشرات على الاستعداد لأي تعديلات ممكنة قد تشهدها الخطة الوقائية نتيجة أي تطور وبائي، ومنها تدعيمها بإجراءات احترازية أخرى، وهي من الفرضيات التي تبقى واردة جدا، حسب ما أكدته مصادر صحية ل «الصحراء المغربية». والتي أشير في أكثر من مناسبة إلى أنها قد تذهب حتى العودة إلى «الحظر الليلي» أو الإغلاق. ولاحت إحدى التلميحات على ذلك من قطاع التعليم العالي، إذ وجهت مذكرة لرؤساء الجامعات تعلقت بالتدابير الاستباقية لضمان الاستمرارية البيداغوجية في ظل تطورات الجائحة على المستوى الدولي. مقابل ذلك، عادت مقاربة «جواز التلقيح» لتأخذ مساحة أكبر في النقاش العمومي الدائر حول السيناريوهات المحتمل مواجهتها، في ظل التعقيد الذي يطرح ضعف الإقبال على مراكز التلقيح. ونادت العديد من الأصوات إلى العمل على تفعيل هذه المقاربة وتطبيق بصرامة في الفضاءات التي تشهد التجمعات وتوافد أعداد كبيرة من الزوار، نظرا لإسهامها، عند دخولها حيز التنفيذ، في تسريع التطعيم بوتيرة كبيرة. وكان خالد أيت الطالب، وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أكد أن المصابين ب(كورونا) الذين يرقدون حاليا في الإنعاش يبلغ سنهم 60 سنة فما فوق. وقال، خلال الندوة الصحفية التي أعقبت انعقاد الاجتماع الأسبوعي للحكومة أول أمس الخميس، إنه «رغم أنه في المغرب لدينا 67 في المائة من المغاربة استفادوا من الجرعة الأولى و62.4 في المائة استفادوا من الجرعة الثانية إلا أن الجرعة الثالثة تبقى مهمة جدا، خاصة أن فعالية الجرعة الثانية تنتهي بعد مرور 6 أشهر».