تتواصل عملية التلقيح ضد فيروس كورونا المستجد في المركز الرقمي المندمج-الرحمة إقليم النواصر، الذي خصص لاستقبال أزيد من 4 آلاف شخص يوميا بهدف تسريع وتيرة عملية التلقيح الوطنية التي تعرف حاليا انخفاضا وتباطؤا بسبب ضعف إقبال المواطنين على التطعيمات المضادة لفيروس كوفيد-19 وفي ظل تفشي المتحور الجديد "أوميكرون" وما يطرحه من تداعيات على المستوى الوطني والعالمي. وعاينت "الصحراء المغربية" صباح اليوم الأربعاء، إقبالا ضعيفا للمواطنين من مختلف الفئات العمرية على المركز الرقمي المندمج-الرحمة المشيد على مساحة تجاوزت 2000 متر مربع والمجهز بأحدث التقنيات المعلوماتية، لتلقي اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، وخلو الكراسي المنتظمة في صالات الاستقبال والانتظار من الوافدين إلا من بضعة أشخاص قدموا إلى المركز لتلقي التطعيمات على غرار موسى الذي عقد العزم على الحضور إلى المركز من أجل تلقي جرعته الأولى من اللقاح بعد تهربه من التطعيم منذ بداية الحملة حسب قوله. وأفاد الطالب ل "الصحراء المغربية"، "كنت متأثرا بما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعية ما جعلني أتردد وأتقاعس عن التطعيم غير أن إصابة أحد أقربائي بالفيروس أخيرا ثم ظهور المتحور الجديد بأوروبا وإفريقيا والذي يقال إنه أخطر من سابقيه وسريع التفشي، أدخلني في حيرة من أمري لأقطع الشك باليقين وأعزم على التلقيح"، مؤكدا أن "أغلب أفراد عائلتي تلقوا جرعات اللقاح الأولى والثانية وبعضهم تلقى الجرعة الثالثة من التطعيمات، وأنا آخر من يلتحق بركب الملقحين". وأوضحت رشيدة البالغة من العمر ثلاثين عاما، التي عبرت عن تفاجئها من انخفاض عدد المقبلين على المركز بخلاف ما كان عليه حين قدمت لتلقي الجرعة الأولى من لقاح سينوفارم المضاد لكوفيد 19، أنها توافدت على المركز لتلقي الجرعة الثانية من التطعيم في انتظار تعزيز مناعتها بالجرعة الثالثة"، داعية كافة المواطنين إلى الإقبال على مراكز التلقيح حتى "نحقق المناعة الجماعية ونعود إلى حياتنا الطبيعية". وأشادت جميلة ربة بيت بالتنظيم المحكم لعملية التلقيح التي يشرف عليها كوادر طبية وتمريضية ذوو كفاءة عالية، معربة عن تفاؤلها بتعزيز مناعتها بالجرعة الثالثة التي حصلت عليها صبيحة يوم أمس الأربعاء، وتمنت أن تنجلي سحابة الأزمة الصحية في أقرب الآجال وأن تعود الأمور إلى سابق عهدها. واعتبر مصطفى (60 سنة) الذي قدم إلى المركز لتلقي جرعته الثالثة، أن "الانخراط القوي في الحملة الوطنية للتلقيح واجب وطني لحماية أنفسنا والمحيطين بنا"، داعيا كافة المتقاعسين عن التطعيم "أن يبادروا بتلقي اللقاحات المضادة للفيروس خاصة بعد ظهور المتحور الجديد الذي ينتشر بسرعة"، موضحا أن هؤلاء "لا يشكلون فقط خطرا على صحتهم بل على صحة أسرهم وأصدقائهم وتكاسلهم وتهربهم من التلقيح يضرب مصلحة الوطن". من جانبه، أشار محمد جلال بنشقرون، مندوب وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بإقليم النواصر، في معرض حديثه ل"الصحراء المغربية"، إلى انخفاض وتيرة التلقيح على ما كانت عليه من قبل، معتبرا هذا الأمر "طبيعيا لعوامل من بينها أن البلاد قطعت أشواطا كبيرة في عملية التلقيح، لأن عدد المغاربة الذين تلقوا التطعيمات المضادة لفيروس كورونا مهم جدا". وأوضح المندوب الوزاري أن ظهور متحورات جديدة واتخاذ البلاد تدابير استباقية كإغلاق الحدود لمنع دخول "أوميكرون" المغرب سيحث المواطنين على الإقبال على التطعيمات بهدف دعم المجهودات التي بذلتها الدولة من أجل حماية صحة المواطنين، مبرزا أن مركز الرحمة يتوفر على جميع أنواع اللقاحات ومجهز بنظام معلوماتي يسمح بتتبع رقمي للوافد من الولوج حتى المغادرة بهدف تسهيل وتسريع عملية التلقيح. كما يسمح المركز بالتأكد من خلو الشخص من الفيروس قبل الشروع في عملية التلقيح، حيث قال بنشقرون "يقوم الطاقم الطبي الذي يشرف على سير عملية التلقيح بإجراء تحليل الاختبار السريع للكشف عن الإصابة من فيروس كورونا في حالة بدت الأعراض على الشخص أو كان مخالطا قبل تلقي التلقيح"، موضحا أنه "في حالة إيجابية الاختبار يتم بتتبع حالة المصاب من قبل طاقم طبي داخل المركز وإعطاءه الأدوية المخصصة". أسماء إزووان