أفادت مصادر طبية «الصحراء المغربية»، أن مجموعة من الفاعلين في القطاع الصحي ينبهون الأسر المغربية إلى أهمية الحرص على احترام البرنامج الوطني للتلقيح الموجه للأطفال بشكل عام، لأجل حمايتهم من الأمراض المعدية، صونا لمكتسبات المخطط، لا سيما في ظل انتشار جائحة كوفيد19. وشددت المصادر على أهمية الحماية من أمراض الجهاز التنفسي والرئوي، ومنها التهابات الجهاز التنفسي العميق، أو ما يعرف في الوسط الطبي ب»البنوموني»، الذي يستعد المجتمع الطبي لإحياء مناسبتها العالمية بعد يوم غد الجمعة، لتذكير المجتمع الطبي وعموم الناس ومتخذي القرار بأهمية الحماية من هذا المرض، لا سيما في ظل طرفية وبائية مقلقة للصحة العمومية، بالنظر إلى أنه مرض يؤثر على عملية التنفس. وفي هذا الإطار، أفاد البروفيسور عبد العزيز عيشان، طبيب اختصاصي في أمراض الحساسية والتهابات الجهاز التنفسي، في تصريح ل»الصحراء المغربية»، أنه سجل عشرات المصابين بالتهابات الجهاز الرئوي العميق، الأسبوع الأخير، بمرض التهاب الجهاز الرئوي «البنوموني»، مع الانخفاض المفاجئ في درجة الحرارة وحلول موسم الخريف البارد في المغرب. وأوضح عيشان أن الأمر يتعلق بمرض التهابي بكتيري يصيب الخلايا العميقة للرئة، كما قد يكون مرضا فيروسيا، يصيب بشكل أكبر فئة الأطفال ما بين 4 و7 سنوات والأشخاص المسنين والمصابين بالأمراض المزمنة مثل السكري وضعاف المناعة، مبينا أن المغرب لا يتوفر على معطيات إحصائية حول عدد الإصابات سنويا أو الوفيات جراءها، لغياب دراسات حول الموضوع. في مقابل ذلك، تحدثت مصادر متطابقة عن أن مرض التهابات خلايا الرئة «البنوموني»، يشكل السبب الأول للوفيات لدى الأطفال أقل من 5 سنوات، إلا أن المغرب يواجه ذلك ببرنامج التلقيح الذي يعرف ولوجا سهلا داخل المغرب، من خلال اللقاحات الموجهة إلى الأطفال لحمايتهم من الأمراض المعدية والبنوموكوك، كونها آلية تخفض نسبة الإصابة بالمرض إلى نسبة تتجاوز 90 في المائة والتي تندرج ضمن أهداف وزارة الصحة وأهداف الألفية التنمية. وذكر عيشان أن الإصابة بعدوى التهاب الجهاز الرئوي، تعد من الأمراض الخطيرة التي تسجل بشكل قوي ما بين شهري نونبر ودجنبر من كل سنة، كما تتسبب في مجموعة من الوفيات بسبب عسر التنفس لدى الأشخاص المصابين بعدواه. وبسبب خطورة المرض، يتطلب عدد من الحالات المصابة الخضوع لعلاجات بالمضادات الحيوية ومخفضات الحرارة وبعض الفيتامينات، لمدة 10 أيام وقد تصل إلى 3 أسابيع بالنسبة إلى الحالات الأكثر حدة، والتي تتطلب الاستشفاء في الوسط الطبي، بسبب صعوبات السيطرة على المرض، للخضوع إلى المضادات الحيوية عن طريق الحقن مع الاستعانة بالكشف الإشعاعي وبواسطة الرنين المغناطيسي (السكانير)، إضافة إلى إجراء مجموعة من الاختبارات البيولوجية لمواكبة المراقبة الطبية، يوضح عيشان. ومن علامات المرض ارتفاع درجة الحرارة والتعرض لسعال جاف خال من الإفرازات، مصحوبا بألم حاد وقوي على مستوى الصدر، ما يبرز أهمية الكشف المبكر عن الإصابة بالمرض، لتفادي تطوراتها التي قد تمس جهتي الرئة، اليمنى واليسرى، لا سيما لدى الأشخاص الذين يشكون هشاشة صحية، ما يتطلب التحكم في مستويات الضغط الدموي ونسب السكر في الدم. وللحماية من التهابات خلايا الجهاز الرئوي، أوصى عيشان بتلقيح الأشخاص المتقدمين ضد «الينوموكوك»، لا سيما ابتداء من 70 سنة فما فوق والمصابين بالسكري والذين يشكون مناعة صحية بسبب الخضوع لعلاجات، على أساس تجديد ما بين 3 إلى 4 سنوات لرفع نسبة الحماية من المرض.