أفادت مصادر صيدلانية "الصحراء المغربية"، أن مهنيي القطاع لم يتوصلوا بعد بأي كميات من اللقاح المضاد لفيروس الأنفلونزا الفصلية "لاكريب"، على غير المعتاد خلال شهر أكتوبر من كل سنة، لتعزيز المناعة ضد الفيروس والوقاية من انتشار العدوى به وسط الناس. ويصدق الأمر نفسه على عدم توصل المهنيين بدعوة الانخراط في الحملة التحسيسية حول التلقيح ضد الأنفلونزا الفصلية، سواء بنشر ملصقات توعوية أو بقواعد الحماية منها، سواء داخل المؤسسات الصحية العمومية أو في معهد باستور المغرب أو الصيدليات، إلى حدود كتابة هذه الأسطر، ما قد يرجح حدوث تأخر في إطلاق الحملة. وفي هذا الإطار تحدث البروفيسور، عبد العزيز عيشان، أستاذ الطب واختصاصي أمراض الحساسية والربو والالتهابات التنفسية، في تصريح ل"الصحراء المغربية"، أن التأخر في إطلاق حملة التلقيح ضد الأنفلونزا الفصلية، يهم المغرب كما باقي دول العالم، بسبب ارتباط التوصل بشحنات من هذه اللقاحات بالمؤسسات المصنعة لها على الصعيد العالمي.
وبلغة مطمئنة، أكد عيشان إمكانية التلقيح ضد "لاكريب" إلى غاية نهاية أكتوبر، أخذا بعين الاعتبار ملاحظة عدم انطلاقة موسم انتشار عدوى الأنفلونزا الفصلية بين الناس. وبالموازاة مع ذلك، أبرز أهمية الخضوع لهذه النوعية من اللقاحات لتقوية المناعة، لا سيما لدى الأشخاص المسنين والمصابين بأمراض مزمنة، في مقدمتهم مرضى السكري، السمنة، ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، ولدى فئة الأطفال والحوامل الذين يشكون هشاشة صحية، لضمان حمايتهم من المضاعفات والالتهابات الخطيرة أو الكارثية التي تمس جهازهم التنفسي والرئوي. من جهتها، ترى مصادر موازية أن تأخر إطلاق حملة التلقيح ضد الأنفلونزا الفصلية، قد يراد منه استباقها بحملة تحسيسية قوية لتفادي تكرار ضعف الإقبال على التلقيح ضد "لاكريب" خريف السنة الماضية، إذ انتابت مشاعر الخوف العديد من الناس من الجمع ما بين لقاح الأنفلونزا الفصلية والخضوع للقاح المضاد لفيروس كوفيد19. كما كانت نسبة استجابة المواطنين للتلقيح ضد الأنفلونزا الفصلية، دون الانتظارات وأقل مستوى من حجم الاستعدادات التي رصدت للحملة، من بينها جعل اللقاح مجانا داخل القطاع الصحي العمومي لفائدة الفئات التي يفوق عمرها 65 سنة والمصابين بالأمراض المزمنة مع توفيره بكميات كبيرة لرفع عدد المستفيدين منه، أخذا بعين الاعتبار الظرفية الصحية لانتشار فيروس كوفيد19 وتشابه أعراض العدوى بالفيروسين، تضيف المصادر. وتبعا لذلك، قدرت المصادر أن تكون حملة التلقيح ضد الأنفلونزا الفصلية قد تكبدت خسائر مالية كبيرة بالنظر إلى حجم المرجوعات من هذه اللقاحات التي ترتبط مدة صلاحية استعمالها بنوعية السلالات الفيروسية التي تتجدد سنويا، ما يطرح تساؤلات حول ظروف وكلفة إتلاف تلك اللقاحات، لما تتطلبه من إمكانات مادية ولوجستيكية لتستجيب إلى شروط المحافظة على البيئة والسلامة الصحية.