أفاد البروفيسور عبد العزيز عيشان، طبيب اختصاصي في أمراض الجهاز التنفسي والربو والحساسية، في تصريح ل"الصحراء المغربية"، أن المغرب يشهد خلال هذه الأيام موجة البرد والصقيع، أدت إلى انتشار مجموعة من الفيروسات، تتسبب في انتقال العدوى بالأنفلونزا الفصلية والإصابة بمجموعة من المضاعفات الصحية على مستوى الجهاز التنفسي لدى العديد من الأشخاص. وأوضح عيشان أن أكثر المتضررين من هذه التغيرات المناخية، ومن هذه الفيروسات، التي وصفها بالنوع الجديد، فئة الأطفال والشيوخ والمصابين بأمراض مزمنة، خصوصا مرضى السكري وداء "الضيقة"، إذ خلفت لديهم اضطرابات في وظيفة الجهاز التنفسي، وفقا لما عرفته العيادات الطبية لأمراض الحساسية، الأسبوع الفارط، حيث سجل، ما بين 30 إلى 40 حالة يوميا، للإصابة بحالات مشاكل التنفس الحادة. وذكر عيشان أن هذه النوعية من الفيروسات تعد أكثر انتشارا في المناطق المغلقة والمكتظة، مثل المدارس والفضاءات العمومية، وهي من النوعية التي لا يفيد اللقاح المضاد للأنفلونزا الفصلية في علاجها، كونه لا يغطيها، وبالتالي لا يندرج ضمن العلاجات الموصوفة للمرضى مع موجة التغيرات الجوية الحالية. وذكر عيشان أن الإصابات، تمظهرت من خلال تشخيص حدوث التهابات على مستوى القصبات الهوائية وسعال جاف، سيما خلال فترة الليل، والإصابة بتعفنات جرثومية، واختناق في القصبات التنفسية، تطلب خضوع المصابين بعلاجات بواسطة مضادات حيوية. كما شخصت حالات للإصابة بداء "الضيقة" لأول مرة لدى المتضررين من العدوى. وتبعا لذلك، شدد عيشان على مجموعة من النصائح، منها الحرص على عدم تغيير الملابس بمجرد الدخول إلى البيت، بل انتظار تأقلم الجسم مع حرارة البيت أو الفضاء الموجودين فيه، مع دعوة مرضى السكري وقصور الكبد وقصور القلب، إلى احترام أخذ علاجاتهم الطبية، واستشارة طبيبهم حول السبل الحماية من الإصابة بنزلات البرد. تجدر الإشارة إلى أن وزارة الصحة، تعتمد دليلا خاصا بمواجهة آثار البرد القاسي، والذي يؤكد على أن الرضع يعدون أكثر حساسية لانخفاض الحرارة ويمكن تعرضهم للتجمد بسرعة، ما يستوجب مراقبتهم عند النوم والحرص على مدهم بالماء. أما الأشخاص المسنين أكثر من 60 سنة، فيحتاجون إلى التدفئة باعتبارهم أكثر حساسية للبرد من تعرض الأعضاء الحيوية للتجمد، وهو ما يستدعي الانتباه إلى الأماكن الأكثر تعرضا لانخفاض درجات الحرارة.