أفاد عيشان أن ما بين 10 إلى 15 مصابا يلجأون يوميا لتلقي خدمات صحية خاصة، عدد منهم تطلبت حالاتهم إحالتهم إلى أقسام الإنعاش الطبي، بسبب تعرضهم لمضاعفات بسبب نزلة البرد، خصوصا المصابون بالربو، علما أن الإحصاءات المضبوطة غير متوفرة بسبب توزع المرضى بين القطاعين العام والخاص. وذكر عيشان أن موجة الزكام الحالية تسبب إصابة العديد من الأشخاص بسعال حاد وحدوث التهابات في القصبات الهوائية وتعفنات في المسالك الهوائية والرئة، لم تنفع معها مضادات حيوية أو أدوية مقاومة. وأوضح الاختصاصي أن الخلود إلى الراحة يعد نصف العلاج من نزلة البرد الحادة المنتشرة حاليا، سيما مع غياب مضادات حيوية تقاوم طبيعة الفيروس، إذ يمكن للمرضى اللجوء إلى الراحة والتغذية المتوازنة واحتساء المشروبات الساخنة، واستعمال مادة "الباراسيتامول" بالمقادير الموصى بها عند الإصابة بارتفاع في درجة الحرارة، واللجوء إلى المشروب الطبي"السيرو" لتخفيف حدة السعال والمساعدة على خروج الإفرازات من القصبات. وأوصى عيشان مرضى الربو والسكري وقصور الكبد والكلي أو المصابين بمشاكل في القلب، باتخاذ الاحتياطات الصحية الوقائية لتجنب الاصابة بمضاعفات نزلة البرد التي يتضرر منها الجسم. وذكر أن أكثر المتضررين من الموجة الحالية هم الأطفال والأشخاص المسنون، والذين يعانون هشاشة صحية بسبب إصابتهم ببعض الأمراض المزمنة، ما يجعل الأطفال وسيلة لنقل المرض من المدرسة إلى البيت، ناهيك عما تلعبه الفضاءات المغلقة والمكتظة من انتقال دور في الانتقال السريع للفيروس من إنسان إلى آخر، مثل وسائل النقل العمومية. كما شدد على أهمية وضع الكمامة الواقية على فم وأنف المصاب ليساهم في عدم نقل العدوى بالفيروس بين باقي الأشخاص. وأشار عيشان إلى أن السبب وراء هذه الحالة الاستثنائية يعود إلى موجة البرد الشديدة التي تصل إلى المغرب، كما أنها حالة منتشرة أيضا في أوروبا، بالإضافة إلى طبيعة الفيروس المنتشر حاليا والذي تميز بشراسته وبتغير خصائصه، ما جعل تنبؤات المنظمة العالمية للصحة مجانبة لما جرت التوصية به لصنع اللقاح المضاد لفيروس الأنفلونزا الفصلية، ما جعل اللقاح أقل نجاعة مما كان منتظرا منه. نجاعة اللقاح دون الانتظارات أعلن المركز الأمريكي للمراقبة والوقاية من الأمراض، في أطلنطا، أخيرا، عن أن نجاعة اللقاح المضاد للأنفلونزا الفصلية لموسم 2014-2015، كانت منخفضة بنسبة 23 في المائة، ما يعني وجود حماية أقل من السنة الفارطة، حسب نتائح الدراسة التي نشرها المركز في منتصف شهر يناير الماضي. وبرر التقرير ضعف نجاعة اللقاح الحالي بسلالة الأنفلونزا الفصلية الحالية، من نوع "أ آش 3 إن 2"، التي شخصت لدى 62 في المائة من حالات الإصابة في فرنسا. ومن العوامل التي ساهمت في حدة الفيروس المنتشر، أنه من سلالة جديدة، وأن قلة من الناس أصيبوا بها في وقت سابق، وطوروا مناعة ذاتية ضدها، ما يفسر حدة الوباء المنتشر حاليا، بنسبة كبيرة من سابقه خلال السنة الماضية. أما العامل الآخر فيتعلق بأن الفصيلة "أ"، آش 3 إن 2"، لم تكن ضمن سلالة الفيروسات التي استهدفها الخبراء عند صناعتهم للقاح، حسب ما كشفت عنه الدراسة التي أنجزها المركز الأمريكي ومعهد باستور فرنسا. ولسوء الحظ، فإن الخبراء سقطوا ضحية هذا الفيروس الذي وصفه الخبراء بأنه مضاد جيني، لتحوله، خلال الفترة ما بين تحديد السلالة من قبل المنظمة العالمية للصحة ووقت إنتاج اللقاح وبداية الوباء. ويفيد المركز الأمريكي أن ثلثي الفيروس أ آش 3 إن 2 تحولت منذ بداية 2014، ما يفسر ضعف اللقاح، علما أنه خلال الخمس سنوات الماضية، كان نوع الفيروس الأكثر انتشارا هو نوع "أ" آش 1 إن 1، من أنفلونزا الخنازير لسنة 2009. يشار إلى أن فيروس الأنفلونزا الفصلية، يتغير سنويا، ويعقبه تغير في مكونات اللقاح المسوق سنويا، إذ تحدد المنظمة العالمية للصحة، نوع السلالة التي سيجري الاعتماد عليها في صناعة اللقاح، للسنة المقبلة، حسب المراقبة الوبائية في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، بين يوليوز وشتنبر.