تعززت الفيلموغرافيا المغربية والإفريقية بفيلم روائي طويل للمخرجة وكاتبة السيناريو فاطمة علي بوبكدي بعنوان "أناطو". ويحكي الفيلم، الذي يعد أول تجربة سينمائية لمخرجته، قصة امرأة شابة مختلطة الأعراق أصلها من جزيرة سانت لويس، أمها سنغالية وأبوها فرنسي. نشأت في ظل تعايش ثقافتين مما جعلها تؤمن بأن الهوية متعددة وقبول الآخر هو شكل من أشكال تحقيق الذات. رافضة بصفة مبدئية، أي شكل من أشكال الاستغلال وهكذا سعت باستمرار إلى الدفاع المستميت عن كل معاني الحرية والتحرر. مع هذا الفيلم، تفتح فاطمة علي بوبكدي آفاقا جديدة في رحلتها الغنية بالأعمال التي ميزت المشهد المغربي، وتهدف من خلال "أناطو" إلى الانفتاح على قارتنا والكون من خلال قصة بمكونات افريقية لكن تتغيا طرح أسئلة كونية. القصة منسوجة بحكي سلس ومشوق يعد إحدى سمات الإبداع عند فاطمة بوبكدي التي عهدت بلعب أدوارها لمجموعة من الممثلين من بوركينا فاصو، السنغال، فرنسا والمغرب لأجل إعطاء روح متعددة لفيلم مغربي متجذر في الثقافة والعمق الإفريقيين بكل ألوانه. الفيلم، صورت مشاهده بين المغرب والسنغال (أزمورمراكشبني ملال وسان لوي) من بطولة ميمونة نداي، نيسيا بنغازي، وشيماء بلعسري، وعبد الله بنسعيد، وصلاح الدين بنموسى، وسعاد خويي. يشار إلى إن فاطمة علي بوبكدي من مواليد 7 ماي 1970 بمدينة الدارالبيضاء، درست بالرباط ونالت دبلوم المعهد العالي للتمثيل والتنشيط المسرحي، وكانت بدايتها في الإخراج من المسرح، قبل أن تخرج العديد من الأعمال التلفزيونية الناجحة مثل (حديدان، رمانة وبرطال و زهر ومرشة وشمس القنديل...). وعرفت بوبكدي باستقاء مواضيع أعمالها من التراث والأساطير الشعبية المغربية، غير أنها تؤكد عدم رغبتها في التخصص في هذا المجال، حتى لا يتحول إلى بصمة لصيقة بها، فما يدفعها لاختيار مواضيع اعمالها كما تقول، هو عمق القصة وأبعادها ومدى تفاعلها معها، فأعمالها لا تعتمد على التراث فقط، بل تطرقت ايضا، إلى مواضيع من الواقع المعاصر.