دعت المخرجة المغربية فاطمة بوبكدي، خلال مشاركتها في يوم دراسي حول "السينما والتراث" ببني ملال، إلى ضرورة تطوير تجربة انفتاح السينما والفن بشكل عام على التاريخ الوطني والتراث اللامادي الزاخر بالأحداث والدروس، وذلك من خلال مقاربات جمالية متعددة تربط المكونات التراثية بالسياق المعاصر. وأوضحت مخرجة السلسلة الشهيرة "حديدان"، خلال "ماستر كلاس" قدمته برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال، أن تجربتها الفنية، التي ترتكز على توظيف التراث في أعمالها الفنية، "ما تزال في بدايتها، ولم تنفذ إلى عمق التاريخ المغربي الغني بأحداثه ومكوناته ومحطاته الانعطافية الكبرى، التي شكلت هويتنا وأحلامنا الجماعية"، وبالنظر إلى أن هذا التاريخ ممتد على مدى فترات تاريخية طويلة، "ومفعم بالأحداث والدروس، ويواصل تأثيره على حاضرنا ومستقبلنا"، داعية إلى تطوير هذه المقاربة الفنية لقضايا التاريخ والتراث "بما يخدم قضايانا الراهنة، ويعكس آمال وتطلعات الحاضر". وأعربت صاحبة "رمانة وبرطال" عن سعادتها للمشاركة في هذا اليوم الدراسي، الذي نظمه "مختبر الأبحاث التطبيقية في الآداب واللغة والفنون والثمتلاث الثقافية"، لما يحمله من دلالات قوية، تتمثل في تطوير انفتاح الجامعة على قضايا الفن والسينما والإبداع عموما، مؤكدة على ضرورة وعي الشباب بأهمية التاريخ في بناء الهوية، وأهمية انخراطهم في مشروع قراءة هذا التراث وتوظيفه بطرق جمالية جديدة تعتمد الصورة بحمولاتها ومؤثرتها الفنية. وأبرزت أنها تسعى من خلال مشروعها الفني إلى المساهمة في ترميم جزء من الذاكرة الوطنية، وتوظيف الموروث الثقافي الوطني جماليا، بهدف إعادة الاعتبار لهذه الذاكرة من جهة، باعتبارها تشكل إحدى مقوماتنا الهوياتية، ومن جهة أخرى لتوظيفها في فهم ومواجهة الإكراهات والصعوبات التي تعيق بناء تقدمنا. وقالت في هذا السياق إن اهتمامي بتوظيف الصورة في استلهام الماضي، أملته ضرورات جمالية "والوعي بتراجع المقروئية داخل مجتمعاتنا المعاصرة ونزوعها نحو الصورة كوسائط تعبيرية متنامية الحضور في مشهدنا الإعلامي والثقافي"، مضيفة أنها تراهن على نقل تجربتها وتقريبها من الشباب، لاسيما بالجامعات، لحثهم على الاشتغال على هذه التيمات التراثية وتذوقها فنيا من جهة، ومقاربتها بطرق علمية وأكاديمية من جهة أخرى. من جهته، أشاد الناقد السينمائي وعضو مختبر الأبحاث التطبيقية في الآداب واللغة والفنون والتمثلاث الثقافية الشرقي عامر، بتجرية هذه المخرجة التي تعد من "الوجوه اللامعة في المشهد التلفزي والسينمائي المغربي.."، ومساهماتها المتنوعة، خاصة ما يتعلق بتناول التراث من وجهات نظر مختلفة، مسجلا بفخر وإيجابية انفتاح جامعة بني ملال على قضايا السينما والفن والجمال. وقد طبعت التجربة الفنية للمخرجة فاطمة بوبكدي المشهد التلفزي والسينمائي بأعمال حققت مشاهدة قياسية، وذلك من خلال تناولها للتراث الشفهي اللامادي، من قبيل شريط "سوق النساء" و"الدويبة" وسلسلات كأمودو، وحديدان، ورمانة وبرطال و"زهر ومرشة" و"شمس القنديل"، وأعمال أمازيغية كثيرة مثل "ران كولو الدونيت" و"حمو أونمير".