تنتظر أغلب قيادات الأحزاب السياسية التحرك الذي سيقوم به عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، المحتل للمرتبة الأولى ب 102 مقعد، بعد التكليف بتشكيل الحكومة التي ستقود المغرب إلى ما بعد 2021. وساد صمت وترقب، في صفوف الأحزاب المحتلة للمراتب الثلاث الأولى، بخصوص مستقبل التحالفات، منذ إعلان النتائج الرسمية للانتخابات، ولم يدل كل من عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، الحاصل على 87 مقعدا بمجلس النواب، ونزار البركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، الحاصل على 81 مقعدا برلمانيا، بأي تصريح بخصوص مستقبل التحالفات الممكنة لتشكيل الحكومة المقبلة، رغم أن أغلب السيناريوهات المتوقعة تفيد أنه بإمكان حزب التجمع الوطني للأحرار تشكيل أغلبية مريحة بالتحالف مع الحزبين، وهو ما سيعطيه أغلبية من 270 مقعدا، من مجموعة مقاعد مجلس النواب البالغ عددها 395 مقعدا. وفي تصريح مقتضب ل "الصحراء المغربية"، كشف الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة أن المكتب السياسي يجري تقييما للنتائج التي حصل عليها الحزب، وبعدها سيتخذ القرار المناسب بخصوص التحالفات المتوقعة، منوها بالنتائج التي حصّل عليها "البام"، حيث حافظ على المرتبة الثانية. وقال "نتائجنا اليوم هي نتائج إيجابية جدا، وسنتخذ القرار المناسب الذي سنتوجه به إلى المؤسسات الحزبية".
دينامية حزبية جديدة لتشكيل المجالس المنتخبة تكسر الجمود تبتدئ من اليوم السبت وإلى غاية الأربعاء المقبل عملية إيداع الترشيحات لرئاسة مجالس الجماعات الترابية بكل جهات المملكة. وحصلت "الصحراء المغربية" على "برقية" وقعها وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، بعثتها مديرية المؤسسات المحلية، التابعة للمديرية العامة للجماعات الترابية بوزارة الداخلية، إلى ولاة الجهات وعمال العمالات والأقاليم وعمالات المقاطعات أول أمس الخميس، بشأن اتخاذ الإجراءات المتعلقة بانتخاب رؤساء مجالس الجهات والجماعات ونوابهم وكتاب المجالس ونوابهم. إذ دعت الدورية مسؤولي السلطات بالجهات والعمالات والأقاليم إلى التحضير لتشكيل المجالس المنتخبة بعد الإعلان عن النتائج النهائية لانتخابات أعضاء مجالس الجهات والجماعات الترابية. وحسب الأجندة المسطرة ب "البرقية"، ستنطلق فترة دعوة أعضاء المجالس المنتخبة إلى عقد جلسات انتخاب مكاتبهم ابتداء من 16 شتنبر الجاري وإلى غاية 25 منه، وفقا لمقتضيات القانون التنظيمي رقم 111.14 المتعلق بالجهات، والقانون التنظيمي رقم 113.14 المتعلق بالجماعات. وتتطلب عملية هيكلة المجالس المنتخبة دخول الفائزين في انتخابات الجماعات الترابية، المحلية والحضرية والإقليمية والجهوية، في تحالفات من أجل ضمان أغلبية الأعضاء المنتخبين، تمكنهم من الحصول على نسبة 50 في المائة، زائد عضو واحد، من مجموع أعضاء المجلس المعني. وفي الوقت الذي تتوفر فيه حرية اختيار المنتخبين الفائزين، اللامنتمين لأي حزب سياسي معين، الدخول في أي تحالف يخدم مصلحتهم. تتعقد عملية تشكيل التحالفات بين المنتخبين الآخرين، حيث يستوجب التقيد بما تقرره قياداتهم السياسية داخل الأحزاب المنتمين إليها، إذ هناك من الأحزاب من يضع شروطا صارمة لتشكيل التحالفات، مثل ما قررته الهيئة التنفيذية لفيدرالية اليسار، والتي أحاطت منتخبيها علما بتكليف لجنة لتدبير عملية التحالفات لتشكيل مجالس الجماعات، باشرت أمس الجمعة الاتصال والتواصل مع الهيئات المحلية والإقليمية للفيدرالية قصد مواكبة عملية التحالفات. وستعرف مرحلة تشكيل مكاتب المجالس المنتخبة العديد من الصراعات في ما بين المتنافسين على رئاسة هذه المجالس، وتتطلب جهدا مضاعفا من طرف السلطات المشرفة على الانتخابات، من حيث ضمان مرور عملية التصويت في ظروف مناسبة وديمقراطية، يحتكم فيها الجميع إلى الإقناع وصناديق الاقتراع.