أكد الدكتور عبد الحفيظ ولعلو، اختصاصي في العلوم البيولوجية والوبائية، أنه يجب التعامل بحذر مع مؤشرات تطور الوضعية الوبائية ببلادنا رغم التراجع الملموس في عدد حالات الإصابة المؤكدة بالفيروس المسجل بعد الذروة في الفترة الأخيرة. وقال الدكتور ولعلو، في تصريح ل»الصحراء المغربية» « إن المنحى المنخفض لعدد الإصابات الإيجابية بفيروس كوفيد 19 مؤشر مهم، حيث إن الأرقام المسجلة بدأت في النزول منذ 20 غشت الماضي إلى 31 من الشهر نفسه، وكانت تتأرجح بين 8200 و4000 و3000 إلى 2000 حالة وهي معطيات مهمة، لكن يجب تحليلها بحذر كبير. وأضاف الدكتور ولعلو أن المؤشر الثاني يتعلق بمعدل الانتشار أو انتقال الفيروس بين الأشخاص، حيث وصل إلى 0.9 وظل مستقرا في هذا المعدل منذ بداية شتنبر الجاري، معتبرا أنه مؤشر مهم في ظل وجود المتحور «دلتا» المعروف بسرعة الانتشار أكثر من المتحور البريطاني «ألفا». وأشار إلى أنه سُجل، أيضا، انخفاض مستمر في عدد الحالات الإيجابية للتحاليل المخبرية التي تجرى في المختبرات الوطنية العمومية أو الخاصة. أما المؤشر الرابع للوضعية الوبائية، حسب المتحدث ذاته، فهو يتعلق بالمنظومة الصحية وتحديدا بالحالات النشيطة في أقسام المستعجلات والعناية المركزة والتي تتطلب مراقبة طبية في المستشفى، حيث سجلت بدورها تراجعا من 80 ألفا إلى حوالي 60 ألف حالة في الفترة ذاتها، لكن بالمقابل ظل عدد الوفيات مرتفعا بمعدل حوالي 100 وفاة في اليوم وهو مؤشر يدعو إلى الحذر. وأكد الدكتور ولعلو أنه يصعب التنبؤ بأنه يمكن الخروج من هذه الأزمة الصحية قريبا، خاصة وأننا مقبلون على فصل الخريف حيث تشهد هذه الفترة ظهور الأنفلونزا الموسمية التي تشبه أعراضها إلى حد ما أعراض فيروس كوفيد 19 وتخلق مشكلا في التشخيص، مشيرا في هذا الصدد، إلى أن العديد من الأشخاص يكونون حاملين للفيروس ويعتقدون أنها مجرد «نزلة برد « وبالتالي ينشرون الوباء كما أنهم لا يذهبون إلى المستشفى إلا بعد تقدم حالتهم المرضية. وشدد الدكتور ولعلو على ضرورة التقيد بالتدابير الاحترازية والوقائية من خلال ارتداء الكمامة واحترام التباعد الجسدي، والمشاركة في الحملة الوطنية للتلقيح ضد هذا الوباء للوصول إلى المناعة الجماعية، لأن أغلب المتوفين بهذا الفيروس غير ملقحين، الأمر الذي يحتم على الآباء والأمهات تشجيع أبنائهم على التلقيح، مبرزا أهمية تلقيح الطلبة ومتدربي التكوين المهني وحوالي 3 ملايين من تلاميذ الفئة العمرية 12-17 سنة لأن ذلك سيساهم في دخول مدرسي آمن من جهة، وفي تسريع وتيرة عملية التلقيح من جهة ثانية، وتحقيق هدف بلوغ المناعة الجماعية لتحصين المجتمع ككل من هذا الوباء الفتاك.