نظمت، ولاية جهة مراكشآسفي، أمس الثلاثاء، لقاء تواصليا مع أفراد الجالية المغربية المقيمين بالخارج، في احترام تام للتدابير الاحترازية والوقائية الجاري بها العمل، وبعدد محدود رمزي من أفراد الجالية، للوقوف على أوضاعهم الحالية وتطلعاتهم المستقبلية، خاصة في ما يتعلق بتنزيل النموذج التنموي الجديد. وجاء تنظيم هذا اللقاء في إطار الاحتفالات التي تشهدها مختلف ولايات وعمالات وأقاليم المملكة تخليدا لليوم الوطني للمهاجر، الذي يصادف عاشر غشت من كل سنة، لتسليط الضوء على المكتسبات التي حققها المغاربة المقيمين بالخارج، وكذا التحديات التي يواجهونها، مع التعرف على آفاقهم والروابط التي تصلهم بوطنهم الأم. ويهدف اليوم الوطني للجالية المغربية المقيمة بالخارج الذي يحتفل به هذه السنة، تحت شعار"دور المغاربة المقيمين بالخارج في تنزيل النموذج التنموي الجديد"، إلى تسليط الضوء على المساهمة الفعالة للجالية المغربية في تطوير وطنها الأم والتذكير بالإنجازات التي تم تحقيقها في مجال دعم وتشجيع المغاربة المقيمين بالخارج، وكذا مساهمة كفاءات الجالية المغربية في الأوراش التنموية الوطنية. وشكل هذا اللقاء، مناسبة للإنصات إلى تطلعات أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج وتقديم إجابات ملموسة لتساؤلاتهم وانتظاراتهم. وأشاد عدد من أفراد الجالية المغربية بالخارج بتخليد هذا اليوم الوطني وتنظيم هذا اللقاء التواصلي الذي أتاح لهم التبادل بشأن انشغالاتهم، خاصة تلك المرتبطة بتبسيط المساطر الإدارية. وأجمعت تدخلات أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج الحاضرين على التعبير عن عميق فخرهم وامتنانهم بالمبادرة الملكية السامية لتسهيل عودتهم لزيارة أهلهم في أحسن الظروف وبأقل تكلفة، وفخرهم واعتزازهم بالإستراتيجية المتكاملة التي اعتمدتها المملكة لمواجهة جائحة كورونا كوفيد 19، تنفيذا للرؤية الحكيمة والتعليمات السامية للملك محمد السادس، معلنين عن اعتزازهم بالنموذج التنموي الجديد وانخراطهم الكامل في جهود تنزيله ومجددين بالمناسبة تمسكهم بأهداب العرش العلوي المجيد. وفي كلمة بالمناسبة، أكد كريم قسي لحلو والي جهة مراكشآسفي، على أهمية اليوم الوطني للجالية المغربية المقيمة بالخارج، الذي شرع العمل به منذ سنة 2003 بناء على التعليمات الملكية السامية، وعلى أهمية الدور الذي تضطلع به الجالية المغربية المقيمة بالخارج كسفير للمغرب لدى الدول التي تقيم بها، منوها في الآن ذاته بارتباطها الدائم ببلدها الأم المغرب ومساهمتها في تنميته. واستحضر والي مراكش المبادرة الملكية لتسهيل عودة أفراد الجالية إلى المملكة بأثمنة مناسبة، مشيدا بهذه المبادرة الملكية التي تجسد الرعاية السامية التي يحيط بها جلالة الملك أفراد الجالية المغربية في الخارج، وتؤكد حرص جلالته الدائم على حماية حقوق ومصالح مغاربة العالم وتعزيز روابطهم القوية مع وطنهم الأم. كما ذكر بالعناية الخاصة والمتواصلة التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لقضايا رعاياه من أفراد الجالية المغربية المقيمين بالخارج تقديرا واعتزازا بدورهم المتنامي في دعم وتقوية النسيج الاقتصادي والمسار التنموي التي تنخرط فيه المملكة على كافة المستويات بما فيها السوسيو اقتصادية والثقافية والعلمية. وركز الوالي على التمثيلية الوازنة لأفراد هذه الجالية ضمن تركيبة اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي الجديد، حيث قدم مغاربة العالم إسهاما غنيا في إعداده. وخلص إلى القول، إن الجالية المغربية المقيمة بالخارج، باعتبارهم حلقة وصل بين المغرب وباقي بلدان العالم، هم طاقات ثمينة يجب استثمارها من خلال النهوض بدورهم كجسر بين السوق الوطنية والأسواق الدولية، فضلا عن إمكانية مساعدتهم على تعبئة رؤوس الأموال وتطوير شركات جديدة أو اللجوء إلى كفاءات وخبرات غير متوفرة بالمغرب مع الترويج للمنتجات والخدمات المغربية.