يواصل المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية "أونسا" دحض الإشاعات المروجة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي ادعت في وقت سابق زراعة بطيخ أحمر معدل جينيا بمنطقة زاكورة. فبعد تأكيد المكتب أن بذور البطيخ الأحمر المستخدمة في زراعته بالمغرب غير معدلة جينيا، نشر المكتب، أول أمس الأحد، عبر صفحته بالفايسبوك فيديو تحسيسي، يؤكد من خلاله على إعطاء أولوية كبيرة لمراقبة بقايا المبيدات في جميع المنتجات النباتية الأولية بما فيها فاكهة البطيخ الأحمر المعروف ب"الدلاح"، مشددا على أن التحاليل لسنة 2021 أكدت مطابقته لمعايير السلامة الصحية وخلوه من جميع الملوثات.
وقالت المهندسة خديجة عاريف، رئيسة قسم مراقبة المنتجات النباتية وذات الأصل النباتي بأونسا، إن المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية يعطي أهمية وأولوية قصوى لمراقبة بقايا المبيدات في المنتجات النباتية الأولية، في إطار برنامج سنوي لمراقبة وتتبع بقايا المبيدات في الخضر والفواكه والمنسمات. وأكدت خديجة عاريف، خلال حديثها عبر الفيديو التحسيسي، أن عملية المراقبة تتم طول السنة عبر عدة مستويات، انطلاقا من عملية الإنتاج في الحقول والضيعات الفلاحية، ثم على مستوى وحدات التخزين والتلفيف، وكذا على مستوى التسويق في أسواق الجملة، وكذا المحلات التجارية الكبرى. وأوضحت أنه خلال عملية المراقبة يتم أخذ عينات على جميع المستويات وإحالتها على المختبر من أجل التحاليل، للتحقق من عدم استعمال مبيدات غير مرخصة أو محضورة، وكذا للتحقق من احترام الحدود القصوى المسموح بها. وأعلنت رئيسة قسم مراقبة المنتجات النباتية وذات الأصل النباتي بأونسا أنه في إطار برنامج المراقبة لسنة 2021 بينت التحاليل التي قامت بها المصالح الخارجية لأونسا على أن فاكهة البطيخ الأحمر مطابقة لمعايير السلامة الصحية، مشيرة إلى أن التحاليل أثبتت كذلك بأن "الدلاح" خال من جميع الملوثات كبقايا المبيدات والمعادن الثقيلة والملوثات الميكروبيولوجية. وكان عزيز بنسجاي، رئيس قسم مراقبة البذور والشتائل بالمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، أكد بدوره، في تصريح سابق ل"الصحراء المغربية"، أن بذور البطيخ الأحمر المستخدمة في زراعته غير معدلة جينيا، مشددا على أن المكتب يشترط في استيراد مختلف بذور الأصناف النباتية بما في ذلك بذور البطيخ الأحمر، الحصول على ترخيص مسبق من مكتب "أونسا". وأضاف عزيز بنسجاي أن إشاعة وجود بطيخ معدل جينيا لا أساس لها من الناحية العلمية، والهدف منها زعزعة الرأي العام، نافيا بشكل قاطع وجود بذور معدلة جينيا في جميع الأصناف التي تدخل المغرب، بما فيها حتى الشتائل والأغراس. وأكد أن المكتب يلزم مستوردي الأصناف النباتية التوفر على شهادة صادرة عن مستنبط الصنف النباتي في بلد المصدر تثبت أن الصنف النباتي المستورد غير معدل جينيا. وأوضح بنسجاي أنه يجب، أيضا، على الصنف المراد تسويقه في المغرب أن يكون مسجلا في السجل الرسمي للأصناف النباتية بالمغرب، بعد استيفائه لجميع الشروط منها شهادة إثبات المستنبط أن بذور هذا الصنف غير معدلة جينيا. وأضاف أنه يجري كذلك إخضاع الصنف المعني لتجارب من طرف مصالح أونسا تثبت مطابقته ومردوديته وملائمته لظروف المناخ والتربة بالمغرب. وذكر رئيس قسم مراقبة البذور والشتائل أن المصالح المعنية للمكتب تقوم بالمراقبة التقنية والصحية في نقط العبور، كما تقوم بأخذ عينات من البذور المستوردة قبل تسويقها في المغرب بما بذور "الدلاح" من أجل تحليلها في المختبر للتأكد من القدرة النباتية. وأعلن أن عملية تتبع ومراقبة البذور منذ دخولها في نقط العبور إلى التسويق، تهدف إلى وضع رهن إشارة الفلاحين بذور مطابقة للصنف وملائمة للظروف المناخية والتربة في المغرب، وكذا وضع رهن إشارة المستهلك فاكهة ذات جودة عالية. من جهتها، أعلنت الفيدرالية الوطنية البيمهنية للبذور والشتائل في توضيح لها أن جميع البذور والشتائل المستعملة في المغرب على اختلاف أنواعها خالية من أي تعديل جيني، ويتم إخضاعها قبل استعمالها لمراقبة صارمة ودائمة في بلد المنشأ وعند وصولها إلى المغرب. وشددت الفيدرالية على أن المصالح المختصة التابعة للمكتب الوطني للسلامة الصحية تقوم بالإجراءات الضرورية للتأكد من سلامتها ومردوديتها وملائمتها مع الظروف لمناخية المحلية.