دخلت الفيدرالية الوطنية البيمهنية للبذور والشتائل على خط الجدل الذي خلقه ترويج أخبار زائفة عبر بعض مواقع التواصل الاجتماعي تزعم استعمال البذور المعدلة جينيا لإنتاج البطيخ الأحمر "الدلاح" في منطقة زاكورة. وأعلنت الفيدرالية الوطنية البيمهنية للبذور والشتائل أن جميع البذور والشتائل المستعملة في المغرب على اختلاف أنواعها خالية من أي تعديل جيني، ويتم إخضاعها قبل استعمالها لمراقبة صارمة ودائمة في بلد المنشأ وعند وصولها إلى المغرب. وشددت الفيدرالية، في بلاغ لها، أن المصالح المختصة التابعة للمكتب الوطني للسلامة الصحية تقوم بالإجراءات الضرورية للتأكد من سلامتها ومردوديتها وملائمتها مع الظروف لمناخية المحلية. وبعد أن نوهت بما يخضع له قطاع البذور من مراقبة صارمة مطابقة للقوانين والمعايير الدولية، استنكرت الفيدرالية البيمهنية هذا النوع من الإشاعات الكاذبة التي تضر بالمؤسسات العاملة في قطاع البذور وبالمنتجين بما تحمله من إساءة لقطاع التسويق ولجودة المنتوج المغربي على الصعيد الوطني والدولي. ونددت، أيضا، بالتصرفات الغير مسؤولة التي لا يتوخى من وراءها إلا تأزيم الوضعية الهشة التي تعيشها ساكنة هذه المنطقة في هذه الظروف الصعبة المطبوعة بتداعيات جائحة كورونا، وتوالي سنوات الجفاف التي أثرت سلبا على النشاط الفلاحي كمورد وحيد معيشي لهذه المنطقة وللمناطق الجبلية عموما. وكان المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية "أونسا" أعلن من جانبه، في وقت سابق، أن بذور البطيخ الأحمر المستخدمة في زراعته بالمغرب غير معدلة جينيا. وقال عزيز بنسجاي، رئيس قسم مراقبة البذور والشتائل بالمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، إن بذور البطيخ الأحمر المعروف ب"الدلاح" المستخدمة في زراعته غير معدلة جينيا، مشددا على أن المكتب يشترط في استيراد مختلف بذور الأصناف النباتية بما في ذلك بذور البطيخ الأحمر، الحصول على ترخيص مسبق من مكتب "أونسا". وأضاف عزيز بنسجاي، في تصريح ل"الصحراء المغربية" أن إشاعة وجود بطيخ معدل جينيا لا أساس لها من الناحية العلمية، والهدف منها زعزعة الرأي العام، نافيا بشكل قاطع وجود بذور معدلة جينيا في جميع الأصناف التي تدخل المغرب، بما فيها حتى الشتائل والأغراس. وأكد أن المكتب يلزم مستوردي الأصناف النباتية التوفر على شهادة صادرة عن مستنبط الصنف النباتي في بلد المصدر تثبت أن الصنف النباتي المستورد غير معدل جينيا. وأوضح بنسجاي أنه يجب، أيضا، على الصنف المراد تسويقه في المغرب أن يكون مسجلا في السجل الرسمي للأصناف النباتية بالمغرب، بعد استيفائه لجميع الشروط منها شهادة إثبات المستنبط أن بذور هذا الصنف غير معدلة جينيا.